توقيت القاهرة المحلي 04:39:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكم قبل المداولة

  مصر اليوم -

الحكم قبل المداولة

بقلم - سليمان جودة

رغم أن مسلسلات رمضان هذه السنة لا تتجاوز ١٥ حلقة فى الكثير منها، إلا أن كثيرين من المشاهدين لم يستطيعوا الانتظار، وبدأوا منذ الحلقة الأولى فى تقييمها وإطلاق الأحكام النهائية عليها.

ولا تعرف كيف يمكن الحكم على عمل فنى من مجرد إلقاء نظرة عابرة عليه، أو من مجرد متابعة مشهد هنا أو هناك، أو من مجرد السماع عنه من آخرين، أو حتى من عنوانه، أو من صور الدعاية كما حدث مع الفنانة منى زكى على سبيل المثال؟.

ولأن أى عمل فنى هو فكرة مكتملة فى النهاية، فليس من الممكن أن تحكم على العمل من خلال حلقة فيه، ولا من حلقتين، ولا حتى من عشر حلقات.. قد يتكون عندك انطباع عن العمل فى مجمله، وقد تجد فى حلقاته الأولى من المعانى ما يعجبك أو ما لا يعجبك فتتوقف أمامه.. وهذا طببعى.. ولكن غير الطبيعى بالمرة أن يبدأ عرض المسلسل أول أيام رمضان، فينطلق الهجوم عليه فى اليوم الثانى من الشهر.

وقد كانت الفنانة رحمة أحمد، بطلة مسلسل «الكبير أوى» مع الفنان أحمد مكى، هى حائط التنشين الذى راح يتلقى حصيلة الانطباعات الأولى عن دورها فى المسلسل.. والغريب أنها كانت محل إشادة كبيرة فى الجزء السابق من المسلسل نفسه فى السنة الماضية، فلما دار العام دورته تعامل معها المشاهدون وكأنهم لا يعرفونها ولا تعرفهم، وأطلقوا عليها سهام النقد من كل اتجاه!.

ولايزال هذا المسلسل بالذات من الأعمال القليلة جداً التى ترسم البسمة على وجوه الناس فى رمضان، ولايزال من الأعمال التى يتابعها المشاهد من سنة إلى سنة، دون شعور بالملل، ودون أن ينصرف عنه إلى مشاهدة عمل فنى آخر من نوعه.

ولم يكن هذا المسلسل هو وحده الذى تعرض للتسرع فى إطلاق الأحكام، فهناك أعمال أخرى إلى جانبه أصابتها سهام الأحكام المسبقة، ولم يملك المشاهدون ما يكفى من الصبر على المشاهدة، ولا ما يكفى من التعقل فى استقبال العمل الفنى بكل عناصره التى لا يكون العمل عملاً فنياً بغيرها.. والشىء غير المفهوم أن شيئاً من هذا لم يكن يحدث من قبل بهذا الشكل، وكان المشاهد يملك من الصبر على المشاهدة ما يجعله يتابع ما يتابعه جيداً ثم يحكم عليه، لا أن يحكم عليه ثم يشاهده بعد ذلك إذا شاء.

المشاهد بالنسبة للعمل الفنى كالقاضى بالنسبة للقضية المنظورة أمامه، وكما أن الثانى يقرأ قضيته ويدرسها قبل أن يحكم فيها، فإن على المشاهد أن يتعامل مع الأعمال الفنية بالطريقة نفسها.. هذا هو منطق الأشياء الذى لا بد منه ولا بديل عنه.. وإلا، ما كان حكم القاضى قد قيل عنه: إنه عنوان الحقيقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكم قبل المداولة الحكم قبل المداولة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon