توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنا الوزير.. وأنا لها!

  مصر اليوم -

أنا الوزير وأنا لها

بقلم-سليمان جودة

ليس فى البلد مصرى محب لهذا الوطن إلا ويتشوق إلى يوم ينعم فيه كل مواطن فى مرحلة التعليم، بالخدمة التعليمية التى يستحقها، وليس مهماً اسم الوزير المختص الذى سيكون عليه أن يتولى تقديم مثل هذه الخدمة، فالمهم أن تُتاح للمواطنين، وبدرجة من التميز لا تخطئها العين!.

وإذا كانت الظروف قد شاءت أن يكون الدكتور طارق شوقى هو هذا الوزير، فلا أحد له اعتراض على شخص الرجل، لأننا نتكلم فى كل الحالات عن سياسات، لا عن أشخاص أبداً!.

والواضح حتى هذه اللحظة أن الدكتور شوقى مدعو، بقوة وبسرعة، إلى مراجعة، ليس فقط سياساته، ولكنه مدعو بالقوة نفسها، والسرعة ذاتها، إلى مراجعة أقواله التى يخرج بها على الناس!.

فليس من المتصور أن يخرج وزير التعليم المسؤول على المصريين ليقول تحت قبة البرلمان إن مائة طالب فى الفصل ليست كثافة عالية!!.. هذا كلام لا يقال، وإذا قيل فإن على صاحبه أن يراجعه ليرجع عنه على الفور، فإذا لم يفعل من موقع مسؤولية يحملها على كتفيه، فالبرلمان الذى شهد إطلاق مثل هذا الكلام لابد أن يسأله، ويسائله، ويحاسبه.. والدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، هو سيد العارفين، وهو الذى نتوقع منه ألا يسكت على الأمر!.

وليس من المتخيل أن يخرج الوزير نفسه علينا، ليقول إننا ننفق ٢٠٠ مليار جنيه على مجانية التعليم، دون تحقيق العائد المطلوب!!.. قال الوزير هذا الكلام مرة، ومرتين، وثلاثاً، بغير أن يفصح عما يريده بالضبط من وراء تصريح متكرر كهذا!!.

وعندما فهم الناس مما قاله أنه يُروّج لإلغاء مجانية التعليم، خرج من جديد وأعلن أنه لا مساس بالمجانية!!.. وقد كان الأمل أن يخرج على الإعلام ليضع الأمور فى مكانها الصحيح، فيقول إنه لا شىء فى العالم اسمه تعليم مجانى، وإنما هناك تكلفة للتعليم دائماً، وهذه التكلفة إذا تكفلت بها الدولة.. بجد.. قدمت خدمة تعليمية مجانية لمواطنيها.. وهى خدمة مجانية بمعنى محدد.. هذا المعنى هو أن الحاصل على الخدمة لا يسدد ثمنها، لأن هناك طرفاً يسددها عنه هو الدولة!.

فإذا لم يجد ولى الأمر خدمة تعليمية فى المدرسة، بحث عنها فى قاعات الدروس الخصوصية، ودفع ثمنها من جيبه مباشرةً ومقدماً، لأنه.. مرةً أخرى وعاشرة.. لا يوجد شىء مجانى.. لا تعليم ولا غير تعليم!.

كان الأمل أن يتصدى الوزير للمسألة بشجاعة، وأن يقول بملء فمه إن عليه، ثم على كل وزير فى مكانه من بعده، أن يتيح تعليماً مجانياً حقيقياً، لا زائفاً، لكل طالب، وإنه لا يرضى على نفسه تقديم خدمة تعليمية زائفة للمواطنين!.. وإن هذه هى مهمته التى لن يرضى بها بديلاً.. وإنه لها!.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا الوزير وأنا لها أنا الوزير وأنا لها



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon