بقلم-سليمان جودة
أمام اللواء مجدى عبدالغفار، مستشار رئيس الجمهورية للأمن ومكافحة الإرهاب، مهمتان اثنتان فى لجنة مواجهة الأحداث الطائفية.. وهى اللجنة التى كان الرئيس قد أصدر قراراً بها قبل أيام، ودعا اللواء عبدالغفار إلى أن يكون على رأسها، مع ممثلين عن جهات سيادية مختلفة!
أما المهمة الأولى فهى آجلة، وتمتاز بحكم طبيعتها بأنها فى حاجة إلى وقت، وعمل، ودراسة، ثم تحتاج إلى أن تبدأ عملها من المدرسة، ومن المسجد، ومن الإعلام، ومن كل منصة تتولى مخاطبة المواطن على مدار اليوم.. وهذا ما كنت قد توقفت عنده فى هذا المكان صباح أمس!
قد ترى اللجنة بعد استكمال تشكيلها أن لها دوراً عليها القيام به على المستوى الأمنى.. وهذا حقها.. غير أننى أرجوها أن تنتبه إلى أن ما سوف تجد نفسها مدعوة إلى مواجهته فى هذا الملف على مستواه الأمنى هو نتيجة للتقصير على مستويات المدرسة، والمسجد، والإعلام، وكل منصة أخرى تخاطب الرأى العام!
وأما المهمة الثانية فهى عاجلة، وقد أشار إليها الأستاذ محمود الطنب، فى رسالة منه، وملخصها أنه على اللجنة أن تكون فى محافظة المنيا بكامل هيئتها فى اليوم التالى لتشكيلها لعلها ترى من هناك عن قرب ماذا بالضبط يحدث وماذا على الدولة أن تفعل؟!
إن هذه المحافظة تشتهر بين محافظات الجنوب بأنها عروس الصعيد، ولابد أن هذه الشهرة لم تنتج عن فراغ، ثم لابد أن المنيا بالتالى أبعد المحافظات الجنوبية عن أن تكون مسرحاً لعنف، أو لإرهاب، أو لأحداث ذات طبيعة طائفية.. لابد.. ومع ذلك فإننا نُفاجأ فيها من وقت إلى آخر بحادث من هذا النوع!
فما السبب؟!.. هذا بالتحديد هو ما سوف يكون على اللجنة أن تستطلعه بنفسها، على مرأى من الجميع هناك، ودون وسيط بينها وبين أهلنا فى المحافظة!
والمؤكد أن المنيا بعد زيارة كهذه من جانب اللجنة سوف لا تكون هى المنيا التى كنا نعرفها قبل الزيارة.. والمؤكد أيضاً أنها فى انتظار زيارة على هذا المستوى.. زيارة ترى اللجنة من خلالها ما لا نراه نحن هنا فى العاصمة.. زيارة تقول لأبناء المحافظة إن وقوع أحداث ذات طبيعة طائفية على أرضها مناقض لطبيعة المنيا ذاتها، باعتبارها عروساً للصعيد.. كانت عروساً ولابد أن تعود.. زيارة تقول إن حدثاً له طبيعة طائفية ليس فقط مناقضاً لطبيعة المحافظة التى اشتهرت بها تاريخياً، ولكنه مناقض قبل ذلك لطبيعة المصريين أنفسهم فى العموم!
إننى أتطلع إلى هذه الزيارة من جانب اللجنة لأنها إذا لم تفعل شيئاً سوى وجودها مع الأهالى فى المنطقة، فسوف يكون ذلك وحده باعثاً على الأمل.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع