بقلم : سليمان جودة
يحتاج الدكتور مختار جمعة لغة مختلفة فى مخاطبة الناس، ويحتاج عبارات أخرى وهو يتكلم فى موضوع غلق المساجد وتعليق صلاة الجمعة والجماعة!.
يحتاج الوزير ألفاظاً مغايرة وهو يخاطب المصريين.. وليس أقل من أن يبدو متعاطفاً مع الذين حرمهم فيروس كورونا من صلاة التراويح، التى كانت متعة روحية مجانية للملايين ممن ينتظرونها فى كل عام.. يحتاج هذا كله وأكثر.. بدلاً من أن يبدو مزايداً فى الكثير من تصريحاته على منظمة الصحة العالمية ذاتها، وبدلاً من أن يبدو وكأنه سعيد بأن رمضان يخلو هذا العام من التراويح!.
يحتاج إلى أن يرصد صدى تصريحات أطلقها بين المصريين منذ ظهر الوباء وانتشر، وأن يقيس منسوب الرضا لدى المواطنين عما يقوله، لأنه لا أحد ضد أن تكون صحة المواطن أولوية أولى فى ملف الفيروس.. فهذا هو خطاب الرئيس على الدوام منذ بدء الأزمة.. ولكن هناك فرقاً بين أن يكون الخطاب هادئاً، وقوياً، ومقنعاً، على مستوى الرئاسة، وبين أن يكون صادماً ومنفراً على مستوى وزارة الأوقاف!.
ولا بد أنه يعرف أن العالم يتوجه هذه الأيام إلى التخفيف من قيود الحركة والعودة إلى الحياة الطبيعية.. إن دولة التشيك على سبيل المثال رفعت القيود على السفر، وطيران الإمارات قال إنه يستعد لاستئناف رحلاته، وحالات الوفاة بالفيروس التى سجلتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال آخر ٢٤ ساعة هى الأقل على مدى ثلاثة أسابيع، والصين سجلت خلال الساعات نفسها ١٢ إصابة فقط، ولم تسجل أى حالة وفاة، وفرنسا حددت موعداً لعودة الطلاب إلى المدارس!.
والدكتور مصطفى مدبولى كان يعزف النغمة ذاتها، عندما عقد مؤتمره الصحفى قبل بدء رمضان بساعات، وأعلن عدداً من القرارات، كان من بينها أن يبدأ حظر التجول فى التاسعة بدلاً من الثامنة.. وكان المعنى هو الرغبة الصادقة فى التخفيف عن الناس فى هذه الظروف الصعبة للغاية!.. ولكن وزير الأوقاف يبدو فى كل تصريح جديد يخرج عنه، وكأنه يخاصم هذا كله ويعاديه ولا يراه ولا يعرفه، ويبدو متشدداً أكثر منه متفهماً، ويتعامل مع تعليق صلاة الجمعة والجماعة ثم التراويح بالذات، دون أن يدرك حساسية المسألة لدى جموع المصريين!.
يحتاج الوزير إلى أن يكون دبلوماسياً فى اختيار مفرداته التى يعبر بها عما يريد قوله للناس، ويحتاج إلى أحد ينبهه إلى أنه يخاطب بشراً لهم عقول، وعندهم عاطفة دينية قوية قبل العقول.. وإذا لم يصدق ما أقوله، فليراجع طرفا محايدا ما صدر عن الوزير فى القضية منذ بدايتها، وعندها سوف يتضح حجم الفجوة التى صنعها لسان الرجل مع قطاعات عريضة من الرأى العام!.