توقيت القاهرة المحلي 11:21:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى حياته.. ومماته!

  مصر اليوم -

فى حياته ومماته

بقلم-سليمان جودة

أغرب فصال من نوعه، هو الفصال الذى يدور هذه الأيام بين الولايات المتحدة الأمريكية من جانب، وبين دول أوروبا كلها من جانب آخر!.

أما موضوعه، فهو ٨٠٠ أوروبى كانوا على مدى السنين الماضية قد انضموا إلى «تنظيم الدولة الإسلامية فى أرض الشام والعراق» الشهير بتنظيم داعش.. وقد ظل يمارس إرهابه فى منطقته وفى خارجها، إلى أن تمكن التحالف الذى تقوده أمريكا من محاصرته أخيراً فى المنطقة الواقعة شرق سوريا!.

هذه المنطقة تسيطر عليها قوات عسكرية مدعومة من واشنطن اسمها «قوات سوريا الديمقراطية»، وتضم عناصر كردية وعربية، وهى التى تمكنت من احتجاز هذا العدد من الأوروبيين، الذين كانوا قد قاتلوا فى صفوف التنظيم، وقت أن كان قوياً ومسيطراً وصاحب نفوذ فى مكانه!.

وقد زالت دولته المزعومة وانهارت جغرافياً، واستطاعت قوات سوريا الديمقراطية احتجاز هذا العدد ومعه ٧٠٠ زوجة و١٥٠٠ طفل، وجميعهم محجوزون فى مخيمات النازحين فى الشرق السورى!.

ويريد الرئيس الأمريكى دونالد ترمب من دول أوروبا أن تتسلم المقاتلين والزوجات والأطفال، ويهدد بإطلاقهم جميعاً إذا لم تبادر كل دولة أوروبية باستقبال العدد الذى يخصها ويحمل جنسيتها.. ولكن دول أوروبا فى المقابل تناقش فى الموضوع وتفاصل، ولا يجمع بينها رأى واحد فى القضية التى يتحداها بها ترامب، والرأى الغالب لدى الحكومات الأوروبية، هو أن الذين ارتكبوا جرائم من بين هؤلاء المقاتلين لابد من محاكمتهم فوق الأرض التى ارتكبوا الجرائم عليها!.

ولم يصل الطرفان إلى حل بعد، وتحذر القوات التى تحتجزهم من إمكانية فرارهم، لو أن تركيا نفذت تهديداتها بشن غارات على المواقع التى يتواجدون فيها!.

ومن بين الزوجات المحتجزات زوجة بريطانية شابة اسمها شميمة بيجوم من أصل بنجلاديشى، كانت قد هاجرت إلى مواقع التنظيم من أربع سنوات، وكانت وقتها فى سن الـ ١٥، وتزوجت من داعشى هولندى، وأنجبت منه طفلين ماتا تحت القصف، ثم أنجبت طفلاً ثالثاً قبل أسبوع، وناشدت حكومة بلادها السماح لها بالعودة، دون إشارة إلى شىء يفيد تمسكها أو عدم تمسكها بأفكارها الداعشية المتطرفة، فكان رد الحكومة المفاجئ أنها جردتها من جنسيتها البريطانية!.

والنتيجة أن أوروبا تجد نفسها أمام ٣٠٠٠ قنبلة مختلفة الأحجام والأوزان، وهى قنابل تتنوع ما بين داعشى مقاتل شرب أفكار التنظيم وكان يقاتل فى سبيلها، وما بين زوجة لداعشى مؤمنة بأفكاره ذاتها، وأخيراً هذا العدد الكبير من الأطفال الذين هُم فى حاجة إلى عملية تأهيل تعيدهم إلى الحياة الطبيعية!.

وإذا كانت القضية المعروضة أمامنا قضية أمريكية أوروبية، تدور وقائعها فوق أرض عربية، فالسؤال هو: أين ذهب الدواعش العرب؟، وكيف جرى فرز الأوروبيين بالذات من بينهم؟، وهل خرجوا من سوريا والعراق، وإذا كانوا قد خرجوا.. فإلى أين؟!.. الواضح أن «داعش» كان مشكلة كبرى فى حياته، وأنه يمثل مشكلة ضخمة فى مماته!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى حياته ومماته فى حياته ومماته



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
  مصر اليوم - فيفا يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة الأفضل

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon