توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فارق الشكل لا المضمون

  مصر اليوم -

فارق الشكل لا المضمون

بقلم - سليمان جودة

عندى سؤال: هل هناك فارق بين الساسة الغربيين الذين يغضون البصر عن الإبادة الإسرائيلية فى قطاع غزة، وبين شعوبهم التى تتظاهر هناك رفضًا للإبادة نفسها؟.

بالتأكيد هناك فارق فى الشكل، لأنك لا يمكن أن تساوى بين الطلاب الغاضبين فى الجامعات الأمريكية، وبين الإدارة الأمريكية التى لا تجد أى حرج فى أن ترسل المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين فى القطاع بإحدى يديها، ثم ترسل السلاح إلى إسرائيل باليد الأخرى لتقتل به المنكوبين أنفسهم.. لا يمكن.. فالفارق نراه ونرصده بالعين المجردة.

وما يقال عن الولايات المتحدة يقال عن عواصم أوروبا التى خرجت المظاهرات فى شوارعها وجامعاتها ترفض الإبادة وتطلب وقف الحرب، والتى لم تشهد سياسيًا واحدًا يأخذ فى المقابل موقفًا جادًا.. وأنا أقصد بالطبع الموقف العملى لا الشفوى، لأنه ما أسهل الكلام الذى يشجب ويدين.. غير أن هذا كله فارق فى الشكل لا فى المضمون.. فارق فى الظاهر لا فى الجوهر.. فارق على السطح لا فى العمق.. حتى ولو كنا طبعًا نشكر للطلاب مواقفهم الرافضة، وللرأى العام موقفه الثائر الغاضب.

الفارق يظل كذلك، لأن هذا الرأى العام هو نفسه الذى جاء بهؤلاء الساسة إلى الحكم، وهو الذى أتى بتلك الحكومات إلى مقاعدها.. هو الذى اختار هؤلاء الساسة واحدًا من وراء واحد، وهو الذى اختار تلك الحكومات حكومةً من بعد حكومة.

ولا يمكن أن يختارهم ويأتى بهم، ثم يخرج متظاهرًا ضدهم، ثم يطلب منا فى النهاية أن نصدقه وأن نقول إنه كرأى عام شىء، وأن هؤلاء الساسة وتلك الحكومات شىء آخر مختلف.. هناك مسافة بين الشيئين لا شك.. ولكنها مسافة شكلية وليست مسافة فى الأصل ولا فى الأساس.

والمؤكد أن هؤلاء الساسة الساكتين عن الحق كانوا ذات يوم طلابًا فى الجامعات، وليس من المستبعد أن يكونوا قد خرجوا مثل طلاب اليوم فى مظاهرات يرفضون الحروب فى أوقاتهم وينددون ويشجبون، فلما صاروا فى مواقع المسؤولية اختلف الأمر تمامًا كما نرى.

ثم إن علينا أن نلاحظ أن الذين يتظاهرون فى الشوارع والجامعات يطلبون وقف الحرب، لا عودة الحق لأصحابه فى فلسطين.. والمعنى أن التعاطف من جانبهم إنسانى لا سياسى.. تعاطف مع الفلسطينى فى غزة لأنه ضعيف أمام الوحش الإسرائيلى، لا لأنه صاحب حق يجب أن يعود.. وهذا فارق آخر من بين فروق الشكل عن المضمون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فارق الشكل لا المضمون فارق الشكل لا المضمون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon