توقيت القاهرة المحلي 09:23:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلاح بنى بيتاً!

  مصر اليوم -

فلاح بنى بيتاً

بقلم-سليمان جودة

فى لقاء مع المهندس شريف إسماعيل، على هامش حفل إطلاق مبادرة «نور حياة» فى العاصمة الإدارية، أبلغنى أن رداً سوف يأتينى من مكتبه خلال أيام!.

فالمهندس إسماعيل يترأس اللجنة العليا لاسترداد أراضى الدولة، ممن استولوا عليها دون وجه حق، أو أقاموا فوقها المبانى دون سند من قانون.. وفى ملف الأرض عموماً، كنت قد كتبت فى هذا المكان أدعو إلى أن يكون التعامل مختلفاً بين شخص استولى على أرض للدولة، وبين فلاح بنى بيتاً على قطعة من أرض زراعية يملكها فى قريته.. فالأول يفعل ما يفعله احتيالاً، ولكن الفلاح يبنى اضطراراً.. فهو أحرص الناس على الأرض، وأكثرهم إدراكاً لقيمتها، ولو استطاع زراعة الطريق الذى يمشى عليه لفعل!.

ومما فهمته من المهندس شريف، خلال اللقاء العابر، أن حالة مثل هذا الفلاح وغيره لا تتبعه ولا تتبع لجنته العليا، وأن الرد الذى أرسله مكتبه يقول هذا باختصار، ويشرح الفارق بين اختصاص اللجنة واختصاصات أخرى تدخل فى نطاق مسؤولية وزارة الزراعة!.

ولذلك.. فالحديث الذى توجهت به إلى المهندس إسماعيل من قبل، أتوجه به اليوم إلى الدكتور عزالدين أبوستيت وزير الزراعة، فهو الذى عليه أن يشير على الدولة بما يجب عمله فى موضوع البناء فوق الأراضى الزراعية، وهو الذى عليه أن يضع أمام الدولة ما يجب أن تفعله فى ضوء حقيقة تقول إن الأرض الرملية التى جرى ويجرى استصلاحها تستهلك من الماء أقل، وتعطى من الإنتاجية أكثر!.

وقد عشنا نفهم العكس بالنسبة للأرض الطينية السوداء فى محافظات الدلتا كلها، وفى محافطات وادى النيل على امتداده من أسوان إلى الإسكندرية!.

وإذا كانت الحكومة مشغولة منذ فترة بالتجهيز للأخذ بوسائل الرى الحديث، فالمنطقى أن يكون التوجه نحو الأرض الرملية لا الطينية.. والمنطقى أن يكون هذا التوجه محسوباً بالورقة والقلم، وأن يكون الحساب فيه قائماً على أساس التخطيط لإضافة مساحة من الأرض المستصلحة فى كل سنة، تزيد على المساحات المقتطعة فى أغراض البناء فى الريف، أو تساويها على الأقل!.

وسوف يكون هذا متاحاً لو أننا مددنا كردون البناء فى القرية كل فترة، بما يواجه حاجة الناس هناك إلى بناء بيوت جديدة، ولو أننا أيضاً فرضنا رسماً على كل بيت جديد، ثم ذهبنا بعائد الرسوم فى مجمله إلى الإنفاق على الاستصلاح فى الأرض الرملية.. وسوف نكون عند ذلك قد حققنا عدة أهداف فى وقت واحد.. سوف نكون قد استجبنا للحاجة الطبيعية إلى البناء فى الريف، وسوف نكون قد وفرنا قدراً من الماء الذى يروى الأرض الطينية، وسوف نكون قد حصلنا على إنتاجية أعلى فى الأرض الرملية!.

دبرنا يا دكتور أبوستيت!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلاح بنى بيتاً فلاح بنى بيتاً



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon