بقلم - سليمان جودة
حضرت أمسية رمضانية فى نادى الزمالك، بدعوة من رئيس النادى المستشار مرتضى منصور، وسمعت الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث الرسمى السابق باسم مجلس النواب يقول، إنه لم يحدث أن رأى أحدًا يحب ناديًا ينتسب إليه، كما يحب مرتضى منصور هذا النادى!.
ولمن لا يعرف.. فإن الدكتور حسب الله أهلاوى صميم، وهذا ما استوقفنى فى كلامه قبل أى شىء آخر، وهذا ما يجعل من حضوره مناسبة زملكاوية أمرًا له معناه!.
ولم يكن هذا هو فقط ما قاله الرجل، ولكنه أضاف أن الزمالك كيان كبير بين الأندية، وأن الأهلى كيان رياضى كبير أيضًا، وأن وجودهما ناديين قويين يظل لصالح الرياضة، وصالح المشجعين على كل جانب، وصالح الذين ينتظرون اللعبة الحلوة، وصالح المنافسة الشريفة بين الفريقين.
غير أن هناك مسألة أخرى أهم فى تقديره.. هذه المسألة هى أنه إذا كان من حق كل مواطن محب للكرة أن ينتسب إلى النادى الذى يراه، ويفضله، ويرى ولاءه له، فالولاء الأول، والأكبر، والأشمل، لا بديل عن أن يكون لمصر، باعتبارها البلد الذى يضم الجميع ويتسع لكافة مواطنيه دون تفرقة!.
والحقيقة أن هذه هى النغمة التى لا بد أن نعزفها فى كل وقت، وهذا هو المعنى الذى علينا أن نرسخه فى كل وجدان فى كل مناسبة، لأن روح الساحرة المستديرة لا بد أن تربى فى الناس الروح الرياضية عمومًا.. ومن مبادئ هذه الروح الرياضية أن المنافسة الشريفة هى أساس أى سباق بين أى ناديين، سواء كان هذان الناديان هما الأهلى والزمالك، أو كانا أى ناديين غيرهما يتنافسان على أرض المحروسة!.
ولم يبتعد رئيس الزمالك عن هذا المعنى عندما قال إن من حق كل عضو جمعية عمومية فى النادى أن يكون أهلاويًا، ولكن ليس من حقه أن يدعو للأهلى داخل الزمالك، تمامًا كما أن من حق كل عضو جمعية عمومية فى الأهلى أن يكون زملكاويًا، ولكن ليس من حقه أن يدعو للزمالك داخل أسوار الأهلى، وأن الأهلى لا يسعده أن يكون الزمالك ضعيفًا ولا يجب، لأن فى ضعف الزمالك أو إضعافه إهدارًا للمنافسة، باعتبارها قيمة باقية فى الملاعب!.
مثل هذه المعانى هى التى لا بد أن نقولها ونعود إليها على الدوام، لأنها هى التى تبتعد بنا عن التعصب، وعن العنف، وعن التشدد، وهى التى تخلق جمهورًا يتسع صدره الرياضى، فيتقبل الخسارة فى الملعب بمثل ما يفرح للمكسب ويحتفل به، ويحتفى له، ثم لا يرى فى فوز النادى المنافس ما يخصم من النادى الذى يشجعه فى شىء.