توقيت القاهرة المحلي 07:50:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرجل.. والعيال

  مصر اليوم -

الرجل والعيال

بقلم - سليمان جودة

رغم أن منظمة الأمم المتحدة هي المنظمة الدولية الأم في العالم، ورغم أنها تظل من مقرها في نيويورك عنوانًا للإرادة العالمية.. أو هكذا يظن تعساء هذا العالم الذين يتعلقون بها.. فإن المرات القليلة التي مارست فيها المنظمة هذه الإرادة كانت على مستوى أمينها العام كشخص، لا على مستواها هي كمؤسسة عالمية كبرى أو أكبر.

حدث هذا مؤخرًا على مستوى أنطونيو جوتيريش، الأمين العام، الذي أصاب إسرائيل بالجنون في كل مرة وقف خلالها في مواجهة مع ما يتم في قطاع غزة، من قتل للأطفال والنساء والمدنيين وتدمير للبيوت والمنشآت.

كانت إسرائيل في كل مرة تعطل حركة الأمم المتحدة من خلال الڤيتو الأمريكى الشهير، ولكنها كانت تقف عاجزة في مواجهة الشجاعة التي يتحلى بها الرجل على مستواه الشخصى وبمفرده، وقد تجلت شجاعته أكثر وأكثر عندما وقف يصيح ويقول: لن أستسلم حتى تتوقف هذه الحرب التي تسوى القطاع بالأرض.

وفى كل مرة لم يكن يعبأ بصراخ إسرائيل في وجهه، ولا كان يبالى بتهديدات وزير خارجيتها، إيلى كوهين، وكان يتصرف بقوة وجرأة، بينما لسان حاله يقول إن الدولة العبرية إذا كانت قد عطلت حركة المنظمة بالڤيتو الأمريكى، فهو كأمين عام لن يسكت، ولن يهدأ، ولن يساوم.

كان الڤيتو اللعين قادرًا على تفريغ المنظمة من معناها، ولكنه لم يستطع فعل شىء للأمين العام، الذي عرف كيف يعوض بجسارته شيئًا من صدمة العالم في الأمم المتحدة وخيبة أمله فيها.. وكان وكأنه يعوض عدم قدرته على فعل شىء تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا.. فلقد زار البلدين مرة عند بدء حربهما ثم عاد لتبقى عينه من بعدها بصيرة ويده قصيرة.

يرتفع مبنى المنظمة في نيويورك إلى ٣٨ طابقًا، ومع ذلك، فكل هذه الطوابق تقف شاهدة على العجز الكلى للمنظمة، ويتمدد المقر الأوروبى لها في جنيڤ على مساحة شاسعة، ويكاد المرء يتوه في أنحائه إذا جرّب التجوال بين الغرف والمكاتب والطرقات التي بلا عدد، ومع ذلك أيضًا، فهذا كله لم ينفع طفلًا من ٨٠٠٠ طفل اغتالتهم حكومة المجرم نتنياهو، ولا أغاث ٦٢٠٠ امرأة أزهقت أرواحهن حكومة المجرم نفسه.. ولكن «جوتيريش» كان أقوى من كل هذا الكيان الديناصورى سواء في نيويورك أو كان في جنيڤ السويسرية.

كانت جولدا مائير تترأس الحكومة في تل أبيب، أيام حرب أكتوبر، وكانت ملامحها أقرب إلى ملامح الرجل منها للمرأة، وكانت قوية قاسية مع وزرائها، وكان الإعلام يقول عنها إنها الرجل الوحيد في وزارة من النساء.. ولكن هذا لا يمنع أن السادات البطل مسح بكرامتها الأرض، وحقق النصر.. وبالقياس على ما كان يُقال عن جولدا مائير، فإن أنطونيو جوتيريش يبدو في كل مواقفه منذ بدء الحرب على غزة، وكأنه الرجل الوحيد في الأمم المتحدة، أو كأنه الرجل الوحيد على رأس منظمة من العيال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل والعيال الرجل والعيال



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon