بقلم - سليمان جودة
وقفت الحكومة السورية مع الرئيس الروسى بوتين بشكل صريح ولم تدار موقفها، ولم يكن من الوارد أن تتخذ حكومة الرئيس بشار الأسد موقفًا آخر!.
ولم يمنعها من ذلك أن تكون ١٤١ دولة فى الأمم المتحدة قد وقفت ضد روسيا فى حربها على أوكرانيا.. فالرهان السورى من أيام ما يسمى بالربيع العربى هو على موسكو بالأساس، ولولا ذلك ما كان بشار الأسد فى قصر الحكم فى هذه اللحظة!.
وتكاد دمشق تنفرد بهذا الموقف بين العواصم العربية كلها، ولا تنافسها فى ذلك سوى العاصمة اليمنية صنعاء، التى أعلنت هى الأخرى وقوفها مع روسيا!.
وبالطبع.. فإن هذا الموقف اليمنى لم يكن على لسان الحكومة اليمنية الشرعية، ولكنه كان على لسان الجماعة الحوثية التى تنازع حكومة الرئيس اليمنى هادى منصور السيطرة على مقاليد الحكم.. ولا تزال جماعة الحوثى- الموالية لإيران- تسيطر على العاصمة صنعاء وتمنع الحكومة الشرعية من دخولها، ولا تستطيع حكومة منصور ممارسة مسؤوليتها تجاه مواطنيها سوى من مدينة عدن فى جنوب البلاد!.
وجماعة الحوثى لا تناصر بوتين لوجه الله، ولكنها تفعل ذلك على سبيل الكيد لإدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، التى صنفتها جماعة إرهابية من خلال مجلس الأمن قبل أيام.. فما كان للمجلس أن يصنفها جماعة إرهابية ما لم يكن هناك رضا أمريكى على هذا التصنيف، وإلا فلقد كان فى إمكان الإدارة الأمريكية أن تحبط تصنيفًا كهذا من خلال استخدام حق الڤيتو الشهير الذى تملكه!.
ولم تجد الحكومة الروسية أنصارًا لها فى المنطقة العربية سوى فى دمشق وصنعاء، ولم يكن ذلك حبًا فى بوتين كما قد يبدو الأمر عند أول وهلة، ولكنه كان كرهًا فى أمريكا التى لا تزال فى الحالة السورية تأخذ موقفًا ضد الأسد وتحاربه!.
وقد كانت دمشق طرفًا فى شىء مشابه فى القرن الأول الهجرى، عندما اشتعل الخلاف بين معاوية بن أبى سفيان الذى أسس الدولة الأموية فيها، وبين الخليفة الراشد الرابع على بن أبى طالب.. ففى ذلك الوقت وقف رجال مع على، ولم يكن موقفهم معه حبًا فيه، ولكنه كان كرهًا فى معاوية!.