توقيت القاهرة المحلي 09:47:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذه اللغة فى شرم!

  مصر اليوم -

هذه اللغة فى شرم

بقلم-سليمان جودة

أعرف سفيرنا ناصر كامل منذ أن كان سفيراً لنا فى باريس قبل ٢٥ يناير إلى أن عاد مساعداً لوزير الخارجية للشؤون العربية، وبعدها ذهب سفيراً فى لندن، ومنها طار مؤخراً إلى مدينة برشلونة الإسبانية أميناً عاماً للاتحاد من أجل المتوسط!

وهذا الاتحاد كان قد نشأ عام ٢٠٠٨، وكانت فكرته تعود إلى الرئيس الفرنسى الأسبق ساركوزى، وكانت رئاسة الاتحاد مشتركة عند البداية بين مصر وفرنسا، وكان مبارك يرأس اجتماعاته هو وساركوزى معاً، وكان اسم الاتحاد يشير إلى أن الدول الأعضاء فيه هى الدول التى تطل على البحر المتوسط، سواء كانت دولاً أوروبية فى شمال البحر، أو كانت دولاً عربية فى جنوب المتوسط!

وفى مرحلة من مراحل عمل الاتحاد عند النشأة، طلبت ألمانيا أن تكون عضوا رغم أنها ليست من الدول المطلة على البحر، وكان الواضح أن خوفها من تزايد نفوذ فرنسا فى المنطقة من خلال الاتحاد هو الذى دفعها إلى إبداء الرغبة فى العضوية، وقد تحقق لها ما أرادت وصارت عضواً، وكان طلبها سبباً فى توسيع عضوية الاتحاد لتضم دول الاتحاد الأوروبى كلها، وليس فقط دول جنوب أوروبا!

ومن الواضح أيضاً أن القمة العربية الأوروبية الأولى، التى تنعقد صباح اليوم فى شرم الشيخ، هى تطوير لفكرة الاتحاد من أجل المتوسط.. وإذا كان الأمر كذلك، فهو تطوير للأفضل، ويمكن أن يكون لصالح المواطنين جميعاً على الجانبين، العربى والأوروبى، لو أن النوايا كانت خالصة خصوصاً على الجانب الأوروبى، الذى يأتى إلى القمة مدفوعاً بهاجس يطارده فى النوم واليقظة اسمه الهجرة غير الشرعية!

وعندما أتحدث عن النوايا هنا، فالهدف أن ينتبه الأوروبيون إلى أن المصالح التى ستتحقق من وراء القمة، أو حتى من وراء اتحاد المتوسط، لابد أن تكون مشتركة، وأن يكون للطرف العربى فيها نصيب، وألا يكون البحث فى الحالتين: حالة الاتحاد وحالة القمة.. هو عما يخص الصالح الأوروبى وحده، فلقد قيل، فى أيام نشأة اتحاد برشلونة، إن الأوروبيين دعوا إليه ليتمكنوا من خلاله من الحصول على طاقة الشمس فى الشمال الأفريقى بالذات، واليوم يجىء الأوروبيون أنفسهم إلى شرم، ليطلبوا الأمان من خطر موجات الهجرة التى تفاجئهم فى كل نهار!

والمؤكد أنه لا أحد يشجع الهجرة غير الشرعية التى تضرب عواصم أوروبا دون توقف، ولا أحد كذلك ضد أن يكون اتحاد المتوسط طريقاً إلى الحصول على طاقة الشمس التى لا تعرفها الدول الأوروبية، ولكن لابد من مصارحة الأوروبيين فى المقابل بأن المواطن فى هذه المنطقة العربية يريد أن يرى عائداً لأعمال الاتحاد والقمة فى حياته، ويريد أن تكون لغة القمة، اليوم وغداً، من النوع العملى الذى تؤمن به القاهرة، ويترجمه السفير كامل عنها طول الوقت فى برشلونة.. ولكن هذا حديث آخر!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه اللغة فى شرم هذه اللغة فى شرم



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon