توقيت القاهرة المحلي 05:16:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشكلة ليست في القطة الصينية

  مصر اليوم -

المشكلة ليست في القطة الصينية

بقلم - سليمان جودة

لا تملك وأنت تتابع ما تقوله «قوى الحرية والتغيير» عن حل المعضلة السودانية إلا أن تذكر حكاية القطة في الحكمة الصينية الشهيرة.

أما قوى الحرية والتغيير في الخرطوم فتوصف بأنها كانت الحاضنة السياسية لحكومة الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس وزراء السودان السابق، الذي كان على وشك وضع بلاده على طريق التنمية لولا أن الدهر قد أبى، على حد وصف شاعر النيل حافظ إبراهيم، فشاعر النيل كان يصف الرجل يبذل ما في وسعه من جهد ولا يصادفه التوفيق، فيقول: صح منه العزم ولكن الدهر أبى.

وتوصف قوى الحرية والتغيير أيضاً بأنها كانت تمثل المكون السياسي السوداني، في مقابل مكون عسكري كان يمثله الجيش هناك ومعه قوات الدعم السريع، وقد كان ذلك قبل أن يفترقا وتقوم بينهما الحرب التي اشتعلت في 15 أبريل، والتي لا تزال مشتعلة تأكل كل ما تجده في طريقها.

وأما القطة في الحكمة الصينية فهي تتلخص في قول الصينيين بأن لونها ليس مهماً؛ لأن المهم أن تكون قادرة على اصطياد الفئران.

وما يجمع بين القطة وقوى الحرية والتغيير أن المتحدث باسمها ذكر أن منبر جدة هو الخيار الأفضل لحل الأزمة في السودان.

وليس سراً أن المملكة العربية السعودية استضافت طرفي الحرب في مدينة جدة مرات عدة، وأنها أجلستهما على مائدة واحدة لعلهما يصلان إلى اتفاق يوقف هذا النزيف في ثروات البلد، وفي مقدراته، وفي حاضره، بل وفي مستقبله أيضاً.

وفي مرات كان طرف من الطرفين ينسحب، وكان يعود إلى المائدة في مرات أخرى، لكن الثابت حتى اللحظة أن العزم قد صح من جدة، ومن المملكة قبل جدة، لكن الدهر أبى في الآخر، ولا دليل على ذلك إلا أن الحرب لا تزال تدوس السودان وتدمره، ولا تزال قوى الحرية والتغيير تتحدث عن منبر جدة وتقول ما تقوله.

ولم يكن منبر جدة وحيداً في هذا الطريق، لأن إلى جواره قام منبر القاهرة عندما دعت مصر دول الجوار السوداني السبع إلى لقاء في قاهرة المعز، وعندما التقت الدول السبع في 13 يوليو أطلقت مبادرة لوقف الحرب، ولكن حال منبر القاهرة لم يكن بأفضل من حال منبر جدة في الموضوع، فلقد صح منها العزم هي الأخرى، لكن الدهر أبى.

وليس الدهر طبعاً هو المسؤول عن عدم قدرة المنبرين على تحقيق اختراق يوقف الحرب، فالمسؤول يظل هناك في السودان على الأرض.

غاية القول أن الحديث عن أن منبر جدة هو الأفضل، لن يحل المعضلة، ولو ظلت قوى الحرية والتغيير تقول هذا الكلام للسنة المقبلة، وإنما الحل هو في قدرة الطرفين المتحاربين على الاستجابة لما يطرحه منبر جدة أو منبر القاهرة أو أي منبر سواهما.

منبر جدة قادر على حقن دماء السودانيين التي تسيل كل يوم، وكذلك منبر الجوار في القاهرة، ولكن السؤال هو عما إذا كانت النية لوقف الحرب لدى طرفيها صادقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشكلة ليست في القطة الصينية المشكلة ليست في القطة الصينية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon