توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيان من المحروسة

  مصر اليوم -

بيان من المحروسة

بقلم - سليمان جودة

من علامات الشطارة فى إدارة المعركة مع العدو أو الخصم أن تحدد أنت لا هو ميدان المعركة وكذلك التوقيت.

وهذا تقريبًا ما تستطيع أن تقرأه بين السطور فى بيان وزارة الخارجية، الذى أعلن اعتزام مصر التدخل رسميًّا مع دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.. تستطيع أن تطالع بين سطور البيان أن القاهرة لم تجد مفرًّا من دخول معركة سياسية دبلوماسية مع تل أبيب، وأنها حددت توقيت إطلاق المعركة ليكون فى الثانى عشر من مايو، ثم حددت ميدانها ليكون فى محكمة العدل الدولية التى تنظر الدعوى الجنوب إفريقية.

وبمجرد الإعلان عن البيان فإنه حظى بمتابعة عالية على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو لم يشغل الناس بشىء جاد وفقط، ولكنه أزاح من طريقهم الكثير من القضايا العبثية التى شغلتهم على المواقع نفسها لأيام وربما لأسابيع انقضت.

ولا بد أن متابعى هذه المواقع قد حمدوا الله تعالى، ثم التقطوا أنفاسهم، لا لشىء، إلا لأنهم أخيرًا وجدوا أنفسهم أمام قضية جادة انخرطت فيها المحروسة، وأعلنت ذلك على الملأ بشجاعة فلا تخفيه ولا تمارسه على استحياء.

لقد انشغل الناس على مدى أيام وأسابيع بما لا يجوز أن يكون موضع انشغالهم، ولا حتى محل اهتمامهم، وإذا جاز فليس على هذه المواقع بالذات.. وكان أديب إيطاليا أمبرتو إيكو قد وصفها ذات يوم فقال إنها تشبه الخمّارات، التى تجد فيها من السكارى أكثر مما تجد من الذين يحتفظون بدرجة من الوعى المطلوب.

ويستطيع المتابع أن يلمح اللغة الدبلوماسية فى بيان الخارجية، إذا ما توقف أمام العبارة التى تقول إن مصر

«تعتزم التدخل».. فما بين القوسين لغة دبلوماسية تقصدها المحروسة وهى تستخدمها وتتكلم بها، ثم تفهمها فى الوقت نفسه إسرائيل.

ويستطيع أن يرى اللغة السياسية فى البيان، وهو يشير إلى جرائم الإبادة التى ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية فى حق المدنيين فى قطاع غزة.. وكلها جرائم تخضع لأحكام القانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، واتفاقية جنيڤ الرابعة لعام ١٩٤٩.. فكأن حكومة بنيامين نتنياهو قد انتهكت هذه الأحكام جميعها.

هذا بيان أرسل إلى الناس إشارات من الأمل، وأحيا فى النفوس بعض ما ينتظره المواطنون فى مثل هذه المواقف.. وإذا كان المواطن قد ضايقه أن تدخل إسرائيل رفح على حدودنا، فقد أسعده ألّا يتأخر الرد من جانبنا، وأن يكون ذلك فى ميدان الدبلوماسية الواسع وفى ميدان السياسة الأوسع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيان من المحروسة بيان من المحروسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon