توقيت القاهرة المحلي 11:18:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسفة حاكمة للمبادرة والقمة معاً

  مصر اليوم -

فلسفة حاكمة للمبادرة والقمة معاً

بقلم - سليمان جودة

خيط رفيع يربط مبادرة «نوابغ العرب»، التي جرى توزيع جوائزها في الثامن من هذا الشهر في دبي، مع قمة الحكومات العالمية التي تنعقد في دبي أيضاً في كل سنة، ورغم أنه خيط رفيع إلا أنه لا يخلو من دلالة ولا من إشارة.

 

الفائزون هم الأساتذة والدكاترة الآتية أسماؤهم: هاني نجم في الطب، فاضل أديب في الهندسة والتكنولوجيا، محمد العريان في الاقتصاد، نيڤين خشاب في العلوم الطبيعية، لينا الغطمة في العمارة والتصميم، واسيني الأعرج في الأدب والفنون.

لاحظ هنا أن هاني نجم سعودي، وأن فاضل أديب لبناني، وأن محمد العريان مصري، وأن نيڤين خشاب لبنانية، وأن لينا الغطمة لبنانية، وأن واسيني الأعرج جزائري، وبالتالي، فإنهم ليسوا فقط موزعين على أنحاء الخريطة العربية، وإنما جميعهم من خارج الإمارات.

وهذا ما قصدته بالضبط عندما أشرت إلى خيط رفيع يربط بين الفائزين هنا في مبادرة نوابغ العرب، وبين الفائزين هناك في جائزة «أحسن وزير» التي تعلنها وتوزعها قمة الحكومات في موعدها من كل سنة.

فمنذ البداية أعلنت القمة العالمية للحكومات في دبي أن الوزراء الأعضاء في الحكومة الإماراتية لا يدخلون في منافسة للحصول على هذه الجائزة، وأنهم ليسوا طرفاً فيها، ليس بالطبع لأنهم لا يستطيعون الحصول عليها، بل العكس صحيح لأن لديهم مؤهلات حصدها بسهولة، وإنما حفاظاً على حيادية الجائزة وموضوعيتها وقدرتها على أن تتحرك على خريطة اختياراتها بسهولة وبغير عوائق.

وهكذا جرى الإعلان عن جائزة القمة في أكثر من دورة، وقد نالها مرة وزير المالية الأندونيسي، ومرة أخرى حصل عليها وزير الصحة الأفغاني، ومرة ثالثة ذهبت إلى وزيرة الصحة السنغالية، ومرة رابعة أخذها وزير من أمريكا الجنوبية، ولم يحدث أن نالها وزير إماراتي، وكانت في كل المرات ترغب في أن تحافظ على ما ألزمت به نفسها منذ البداية.. وكان هذا مما أعطاها مصداقية عالية، وجعل وزراء كثيرون في المنطقة وفي خارجها يودون لو أنهم جاءوا على قائمتها الفائزة ذات يوم.

وعندما جرى توزيع جوائز نوابغ العرب كانت هذه هي المرة الأولى التي تنطلق فيها هذه المبادرة، ورغم أنه لم يتم الإعلان عن أنها ستختار فائزيها من خارج الإمارات، إلا أن نظرة عابرة على أسماء الفائزين ثم على بلدانهم التي جاءوا إلى الدنيا فيها، تقول إن ما ألزمت القمة الحكومية نفسها به سوف يجري فيما يبدو على مبادرة النوابغ، لقد كان من السهل أن يكون بين الستة الفائزين إماراتي أو أكثر، تماماً كما هو الحال مع الوزراء الإماراتيين في موضوع قمة الحكومات، ولكن الذين يقومون على المبادرة وعلى القمة يرون أن الجوائز أنه لا شيء يمنح المصداقية سوى المعايير التي تتحرى الموضوعية.

والقصة في الحالتين، حالة قمة الحكومات وحالة نوابغ العرب، أن الإدارة القائمة على دبي ترى في كل نجاح في المنطقة نجاحاً لها، وتتمنى لو انتقلت تجربة دبي الناجحة في المال والأعمال إلى كل بقعة عربية، ولا تتقاعس عن إتاحة تجربتها لمن يريد الاستفادة منها في أرجاء المنطقة، لا لشيء، إلا لأنها تؤمن بأن النجاح في منطقتنا يمكن أن يخضع لنظرية الأواني المستطرقة التي تجعل النجاح هنا نجاحاً بطبيعته هناك.

الخيط الرفيع الذي أشرت إليه في أول هذه السطور يقول لنا، إن وراء القمة والمبادرة فلسفة حاكمة، وإنها فلسفة تنطوي على معنى مستقر بمثل ما تحمل قيمة باقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسفة حاكمة للمبادرة والقمة معاً فلسفة حاكمة للمبادرة والقمة معاً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon