توقيت القاهرة المحلي 10:11:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفائز الأول في قمة الحكومات

  مصر اليوم -

الفائز الأول في قمة الحكومات

بقلم - سليمان جودة

يستيقظ العالم في مثل هذا الموعد من كل سنة، ليجد نفسه على موعد مع قمة الحكومات العالمية التي تنعقد في دبي.

 

ولأنها قمة فريدة من نوعها، فإنها تحظى باهتمام من جانب كل المهتمين بالشأن الحكومي في أرجاء الأرض، وكيف لا يهتمون بها وقد ثبت أن لا جهة أقدر من الحكومات على تقديم الخدمات العامة للناس؟

والقمة لا تحظى فقط باهتمام الذين يعنيهم موضوعها، ولكنها تحظى أيضاً بالتوازي ومنذ صدرت نسختها الأولى، برعاية خاصة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي لا تكاد النسخة المنعقدة تنتهي من أعمالها، حتى يكون قد أصدر قراراً يحدد فيه موعد القمة اللاحقة.

ولو عاد أحد إلى فبراير من السنة الماضية، حين انعقدت أعمال القمة السابقة، فسوف يطالع قراراً بالمعنى المشار إليه، وبما يقول إن قمة 2024 سوف تنعقد في الموعد الفلاني، الذي يوافق صباح غد من أيام هذه السنة، وهذا ما أعلنه قبل أيام معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة.

وفي أول أيام هذا الشهر، نظمت حكومة الإمارات مؤتمراً كان شعاره «تصفير البيروقراطية الحكومية».

وقد عشنا نسمع عن الأمراض المُعدية، أي التي تنتقل من شخص إلى شخص، أو من أرض إلى أرض، ولكن تبين لنا بالتجربة والخبرة، أن العدوى ليست حكراً على الأمراض، وأنها يمكن أن تقترن بالنجاحات في كل مكان، وأن النجاح هو الآخر يُعدي، أو ينتقل بالعدوى، إذا ما تهيأ الظرف الذي يجعله ينتقل بهذه الطريقة.

ولا مبالغة إذا قلنا إن كل نسخة من نُسخ القمة العالمية للحكومات، إغراء متكرر بأن تكون العدوى من نصيب النجاحات، فلا نظل نسمع عنها في حالة الأمراض وحسب، ولا شيء يدل على الإغراء الذي تقدمه القمة بهذا المعنى لكل حكومة، إلا جائزة أحسن وزير التي أطلقتها في دورتها الرابعة في سنة 2016، فمنذ إطلاق جائزة بهذه التسمية، حصد الجائزة ست وزراء توزعوا على أستراليا، وأندونيسيا، وأفغانستان، والسنغال، وأوروغواي، وسيراليون، ولم تكن هذه التوزيعة بين قارات الدنيا سوى علامة على أن الجائزة تُعدي بين الحكومات من سنة إلى سنة، وأن النجاح الحكومي الذي يتم منحها على أساسه ينتقل من عام إلى عام بالعدوى، أو بما هو قريب من العدوى، إذا كانت كلمة العدوى سوف لا تكون مناسبة في هذا المقام، من طول ما جرى قصرها على انتقال الأمراض وحدها.

كان وزير البيئة الأسترالي هو الذي نال الجائزة في نسختها الأولى، وكان كمن أطلق عدوى نجاح الوزراء فراحت تدور في أنحاء العالم، ومن طول دورانها وسرعته فإن كل حكومة قد عاشت تأمل أن يكون أحد وزرائها من بين الفائزين، ولم تتوقف عند حدود الأمل وحدها، وإنما شرعت تعمل في الاتجاه الذي يجعل الجائزة من نصيب أحد أعضائها.

وحين يحدث هذا على مستوى كل حكومة تتابع أعمال القمة وتترقبها من دورة إلى دورة، فالفائز الحقيقي بالجائزة ليس الوزير الذي يتسلمها في أعمال القمة، ولكن الفائز المواطن الذي يحصل على خدماته العامة من الوزارة التي يجلس الوزير الفائز على قمتها، ومن الحكومة التي ينتمي إليها في الإجمال.

هذا المواطن ومعه سائر المواطنين في السنغال مثلاً، هو الذي فاز حينما حصلت وزيرة الصحة السنغالية على جائزة أحسن وزير، لأنها لم تحصل عليها إلا على أساس أنها قدمت خدمة حكومية صحية متميزة لمواطنيها، وهكذا تكرر الموضوع مع كل فائز من الفائزين الستة، كأن القمة قد كافأت مواطني ست دول على مستويات مختلفة من العمل الحكومي.

وقد قيل إن الجائزة تقدم نماذج وزارية ملهمة من سنة إلى سنة، وهذا صحيح إلى حد بعيد، والأصح منه أن القمة وهي تنعقد هذه السنة ستطلق أعمالها، وهي تضع أمام عينيها مبدأ تصفير البيروقراطية الحكومية، وسوف يكون هذا مما ينتقل بالخدمة الحكومية من مربع إلى مربع جديد، وسوف يكون هذا أيضاً مما يضع هذه الخدمة على طريق لم تسلكه من قبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفائز الأول في قمة الحكومات الفائز الأول في قمة الحكومات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon