توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أدعو شريف إسماعيل!

  مصر اليوم -

أدعو شريف إسماعيل

بقلم سليمان جودة

أدعو المهندس شريف إسماعيل إلى أن يطلب تقريراً من مكتبه حول قرار التوقيت الصيفى الذى اتخذه رئيس فنزويلا فى بلاده قبل يومين!

إن فنزويلا، لمن لا يعرف، عضو بارز فى منظمة «أوبك» التى تتخذ النمسا مقراً لها، وتضم فى عضويتها أكبر الدول المصدرة للبترول عالمياً، ولأن أسعاره تراجعت خلال العام الأخير إلى ثلث ما كانت عليه من قبل، ولأن الدول التى كانت تصدره وتحصل من ورائه على عائد يتدفق فى خزائنها بلا حساب، قد وجدت نفسها بلا عوائد مجزية فجأة، فإنها قررت أن تتصرف، وألا تقف لتتفرج!

رئيس فنزويلا قرّر تقديم الساعة 30 دقيقة، وفى المقابل فإننا قدّمناها ساعة، ابتداء من 7 يوليو المقبل، ولكن الفارق أنهم هناك حسبوها بالورقة والقلم، ولم نحسبها نحن، لا بالورقة ولا بالقلم، وكان دليل الحساب عندهم أن الرئيس أعلن عن أن البلد يواجه أزمة فى الطاقة، وأن ترشيد استهلاكها لا بديل عنه، وأن تقديم الساعة 30 دقيقة سوف يُطيل النهار نصف ساعة، وأن هذا سوف يوفر من الطاقة بمقدار كذا، وأن القرار صدر لهذا السبب، وأنهم جميعاً مدعوون للمشاركة فى إنجاحه وتحقيق أهدافه.

وعندما قرر مجلس الوزراء تقديم الساعة من أول 7 يوليو، اتخذه وأعلنه على الناس، دون أن يشرح لهم الأسباب، فهو قرار وفقط، مع أن أسبابه هى نفسها أسبابه فى فنزويلا، ولكن الفارق هو بين حاكم هناك يعبئ المواطنين من أجل توفير أكبر قدر ممكن من الطاقة، فى بلد يمتلئ أرضه بالبترول، وبين حكومة هنا لا بترول عندها، ومع ذلك اتخذت القرار، ولم تكلف خاطرها لبيان أسبابه لمواطنيها، وكأنه قرار بلا سبب، وبلا أثر فى استهلاك الطاقة!

إننا نستهلك من الطاقة ومن المياه أضعاف أضعاف ما نحتاجه فعلًا، وعندى يقين فى أن الطاقة المستهلكة لدينا، يومياً، تكفى بلدين فى مثل عدد سكاننا، وربما أكثر، وكذلك الحال بالضبط، فى مياه الشرب، ولو أنت راقبت عن بُعد الطريقة التى يتعامل بها أغلبنا مع لمبة الكهرباء فى بيته وفى عمله ومع حنفية المياه، فسوف ترى مدى السفاهة التى تتعامل بها غالبيتنا الكبيرة معها.. والغريب أننا نشكو بعد ذلك من ارتفاع فاتورة الكهرباء ومن شُحّ المياه!

قرار التوقيت الصيفى كان موجوداً قبل 25 يناير، ولكن جرى إلغاؤه بعدها، ثم جرى حوله استفتاء، ثم عاد على يد «إسماعيل»، ثم سوف يأتى رئيس وزراء جديد، فيما بعد، ليقرر إلغاءه، ونظل ندور فى الحلقة المفرغة نفسها، وفى كل الأحوال يفتقد المصريون شرح الأسباب، فتكون النتيجة أنهم يتصرفون فى كميات الطاقة والماء التى يستهلكونها بالأسلوب السفيه نفسه، سواء غاب التوقيت الصيفى أو حضر!

الحكومة.. أى حكومة.. لا يمكن أن تحقق إنجازاً ما لم يكن شعبها ظهيراً لها، وهو لن يكون كذلك إلا إذا أحسّ بأنها تُشرِكه فى كل ما تتخذ من قرارات، وتضع له اعتبارًا، وعندما يغيب الإشراك، ومعه الاعتبار، كما حدث فى قرار التوقيت، فإن الحكومة تظل تحكم شعباً لا يعرفها ولا تعرفه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدعو شريف إسماعيل أدعو شريف إسماعيل



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon