توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كان إذا تكلم

  مصر اليوم -

كان إذا تكلم

بقلم - سليمان جودة

فى يومين متتاليين قال الرئيس الروسى عبارة، وقال الرئيس الأمريكى عبارة أخرى، ولكن العبارتين أوقعتا المتابعين فى حيرة كبيرة، لا لشىء، إلا لأن المعنى فيهما عائم غائم كما سوف نرى حالًا.

كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يلقى خطابا بمناسبة بدء ولايته الرئاسية الخامسة فقال كلامًا كثيرًا، ولكن العبارة الأهم فى كلامه كانت أنه تعهد بتحقيق النصر فى الحرب مع أوكرانيا.

والمشكلة ليست فى أن يحقق النصر أو حتى لا يحققه، ولكنها فى معنى النصر عنده، لأنه لم يحدد ماذا يعنى النصر بالنسبة له فى الكرملين؟.. هل يعنى الاحتفاظ بالمناطق الأربع التى ضمها فى الشرق الأوكرانى؟ أم يعنى الاستيلاء على الشرق الأوكرانى كله؟ أم يعنى اجتياح الأراضى الأوكرانية كلها؟.. إن تحقيق أى خطوة من هذه الخطوات الثلاث يظل نصرًا للروس لاشك، ولكن المشكلة أنه لم يذكر أيها بالضبط يمكن أن يكون نصرًا فى نظره؟.. وهذا هو شيطان التفاصيل الذى يظهر على الفور إذا ما غابت المعانى المحددة لما نقوله ونذكره.

وهذا نفسه هو ما كان قد حدث عندما أطلق بوتين الحرب على أوكرانيا فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، لأنه وقتها سماها عملية عسكرية ولم يشأ أن يسميها حربًا، وكان دائم الحديث عن أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى تحقق أهدافها.. ولكنه لم يذكر ما هى هذه الأهداف على وجه التحديد، فكانت النتيجة أن الحرب دخلت عامها الثالث دون سقف زمنى يمكن أن تتوقف عنده فى هذه السنة ولا التى بعدها.

والرئيس الأمريكى جو بايدن قال إنه سيوقف شحنات السلاح عن إسرائيل إذا نفذت اقتحامًا كبيرًا لمدينة رفح فى جنوب قطاع غزة.. هذا كلام جميل أو قد يكون كذلك.. ولكن المشكلة هنا أيضًا أن بايدن لم يذكر ما هو تحديدًا الاقتحام الكبير فى نظر إدارته، ولا قال شيئًا عن الفارق بين الاقتحام الكبير الذى لن يسمح به، وبين الاقتحام الصغير الذى يمكن أن يمرره؟

وبالتالى.. فمن الممكن أن تنفذ إسرائيل اقتحامًا كبيرًا فى الحقيقة، ثم تقول هى أو يقول هو إن ما نفذته اقتحام صغير، وأنه لا يدخل فى نطاق الاقتحامات الكبيرة.

ما أعظم الفيلسوف اليونانى سقراط، الذى كان إذا بدأ الكلام مع أى شخص دعاه أولًا إلى تحديد معنى ما يتحدثان عنه.. أما لماذا كان يفعل ذلك؟ فلأنه من الوارد أن يقصد هو معنى لكلمة معينة، بينما يقصد الطرف الثانى معنى آخر للكلمة نفسها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان إذا تكلم كان إذا تكلم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon