توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إزعاج شريف إسماعيل!

  مصر اليوم -

إزعاج شريف إسماعيل

سليمان جودة

أفهم أن نحرص على نقل تجارب العالم إلينا بأى طريقة، وأفهم أيضاً أن يطير وفد رسمى من عندنا، لنقل هذه التجارب من وقت لآخر، ثم أفهم كذلك أن يكون هذا الحرص مضاعفاً، إذا ما تعلق الأمر بالتعليم فى العالم من حولنا.. أفهمه، وأتحمس له، وأشجع عليه!

لكن.. أن يكون الوفد الرسمى المسافر من 17 شخصاً، فهذا هو الجديد حقاً، وهذا هو الذى أظن أن دولاً أخرى سوف تأخذه عنا، إذا ما أرادت أن تتفنن فى إهدار المال العام!

هل يعلم المهندس شريف إسماعيل أن وفداً رسمياً من 17.. نعم 17 شخصاً.. سوف يطير إلى لندن، يوم 28 من هذا الشهر، لنقل ما يمكن أن يفيدنا فى تطوير تعليمنا؟!

إننى أسأل: كم سوف يتكلف سفر وفد رسمى بهذا العدد؟!.. وكم سوف تتكلف إقامته فى عاصمة توصف دائماً بأنها الأغلى عالمياً دون منافس؟!.. وكم سوف يحصل عليه أعضاؤه من بدلات السفر؟!.. بل كيف سيتحرك وفد بهذا الحجم فى عاصمة الضباب؟!.. وإذا كان أى مسؤول بريطانى سوف يستقبله، فأين هو المسؤول الذى يستطيع استقبال 17 شخصاً فى وقت واحد، وفى مكان واحد؟!

لقد عشنا نعرف أن الوفود الرسمية تكون فى العادة من ثلاثة مسؤولين، أو أربعة، أو حتى خمسة على أقصى تقدير.. أما أن يكونوا 17، وأن يكون ذلك فى دولة لها ظروفنا الاقتصادية الحادة التى نعيشها، فأغلب الظن أن موسوعة «جينيس» سوف تدرج وفدنا المسافر إلى بريطانيا، ضمن النوادر التى ترصدها فى أنحاء الأرض!

لا يفتح المواطن عينيه على أى صحيفة، ولا يطل فوق أى شاشة، إلا ويقرأ، ثم يسمع، عن صعوبة الوضع الاقتصادى، وعن شدته، وعن تصاعد هذه الشدة يوماً بعد يوم.. ثم يقرأ، ويسمع، عن أننا مدعوون، كحكومة، إلى نوع من الرشادة فى الإنفاق العام، وإلى أن ننفق كل جنيه فى مكانه الصحيح، وإلى أن نراعى أن الحال لا يحتمل إهدار أى قرش فى غير مكانه!

يسمع المواطن هذا، ويقرأ عنه، فى كل مرة يفتح عينيه على أى وسيلة إعلامية، فإذا تلفت المواطن نفسه فى أى اتجاه، اكتشف أنه وحده الذى يعانى، وأن السفه فى الإنفاق العام آفة لا تريد أن تفارقنا، وأن العبث بالمال العام قاعدة، لا استثناء فى بلدنا!

إذا كان المهندس شريف إسماعيل لا يرضى عن سفر وفد رسمى، بهذه التكلفة، فنرجوه أن يستخدم سلطات رئيس الحكومة فى الحفاظ على المال العام، وإذا كان هذا يرضيه، فإنى أعتذر عن إزعاجه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إزعاج شريف إسماعيل إزعاج شريف إسماعيل



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon