توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزير الذى خذلناه!

  مصر اليوم -

الوزير الذى خذلناه

بقلم-سليمان جودة

سوف يأتى يوم نعرف فيه أن الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم السابق، كان على حق تماماً، عندما قرر احتساب عشر درجات فى شهادة كل طالب، على مدى الانضباط فى المدرسة، وعلى مدى الالتزام فى الفصل، وفى أثناء الدرس، وفى العلاقة مع الزملاء، وفى كل شىء له علاقة بالسلوك العام.. فالمدرسة، خصوصاً فى مراحل التعليم الأولى، إنما هى للتربية، قبل أن تكون للتعليم!.

تذكرت إصرار الدكتور الشربينى على الدرجات العشر، حين جاءتنى رسالة من الدكتور نادر نورالدين يقول فيها إن وزارات التربية والتعليم فى دول الخليج كلها اسمها وزارات التربية، وفقط، وإن وجوده مستشاراً ثقافياً فى الكويت لثلاث سنوات قد جعله يرى عن قرب ماذا تعنى المدرسة بالنسبة لكل طالب، عندما تكون الوزارة المشرفة على التعليم بأكمله معنية بالتربية قبل أن تكون معنية بالتعليم، أو بهما معاً، بشرط أن تكون التربية مهمة سابقة على مهمة التعليم بخطوات!.

إننى أذكر جيداً كيف أن الوزير السابق تمسك بفكرته، وبقراره، إلى آخر المدى، لولا أن الدولة هى التى خذلته ولم تسانده كما يجب، فى مواجهة غوغائية ضده مارسها بعض أولياء الأمور، وبعض الأمهات، وفى مواجهة إعلام راح يشيطنه فى نظر الرأى العام، لا لشىء إلا لأن الرجل وقف بصلابة فى مواجهة الكثير من المدارس الدولية، التى تبيع وتشترى فى الناس علناً!. قبل الوزارة.. كان الدكتور الشربينى أستاذاً جامعياً فى أصول التربية، وكان يعرف عن علم، درسه بالتالى، ماذا تعنى المؤسسة التعليمية بالنسبة لكل تلميذ، وبماذا بالضبط عليها أن تنهض وتقوم فى مجتمعها، وكان يعرف كذلك أن الطالب لا يذهب إلى مدرسته ليحضر حصة ويعود، ولا ليستمع إلى درس ويرجع، ولكن يذهب من أجل عملية مكتملة لبناء الشخصية منذ الصغر، وفى القلب من هذه العملية تأتى مهمة التربية.. قبل التعليم!.

وما نسمع عنه ونطالعه فى كل يوم، عن فوضى فى مدرسة هنا أو هناك، ثم فى الشارع عموماً، إنما هو نتيجة طبيعية لغياب مهمة التربية فى المدرسة، وهو نتيجة طبيعية أيضاً لإدراك الطالب أن درجاته هى على ما يحفظه، لا على ما يفهمه، ولا على ما يستوعبه، ولا على انضباطه فى كل سلوك من جانبه فى مدرسته!. وبالطبع.. فالمدرسة لن تربى وحدها، لأن البيت له نصيب، والإعلام بما يذيعه وينشره من القيم بعد البيت، له نصيب آخر، ثم إن كل دار عبادة لها بعد البيت، وبعد وسائل الإعلام، نصيب ثالث.. ولكن المدرسة تظل الأساس الأول، وما لم تكن التربية مهمة أولى من بين مهامها.. فلا تعليم أبداً!. وهذا ما أراده الوزير السابق، فلم يسعفه أحد.. ولا أسعفته أى جهة!.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير الذى خذلناه الوزير الذى خذلناه



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon