توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحافظ ضد الوزير!

  مصر اليوم -

المحافظ ضد الوزير

بقلم - سليمان جودة

فى المعركة الحالية بين البنك المركزى ووزارة المالية، حول سرية الحسابات المصرفية لعملاء البنوك، تمنيتُ لو أن المعركة كانت حول شىء آخر أعم وأهم بكثير!.

فالمالية تريد، من خلال مصلحة الضرائب التابعة لها، تعديل قانون الضريبة بما يسمح لها بالاطلاع على حسابات الأشخاص والجهات.. أما الهدف المعلن من جانبها فهو تمكينها من تحصيل حق الدولة من أشخاص يتهربون ضرائبياً.. وكذلك من جهات تمارس نفس السلوك!.

والسيد طارق عامر، محافظ المركزى، يرفض من جانبه منح هذا الحق للمالية، تحت أى ظرف، وتحت أى مسمى.. وهذا حقه بكل تأكيد.. ليس عن رغبة من ناحيتى فى الوقوف معه ضد الدكتور محمد معيط.. فتقديرى لهما محفوظ.. ولكن لأن كلام عامر أقرب إلى المنطق، وإلى العقل السليم، ثم إلى مبادئ عمل البنوك المركزية الصحيحة.. إن المحافظ عامر يقول فى مقام الدفاع عن حقه فى الحفاظ على سرية حسابات العملاء، إنه من موقعه كمحافظ يبقى أميناً على مدخرات الوطن، المتمثلة فى مدخرات الأشخاص والجهات!.

وهذا كلام فى محله تماماً.. وإلا.. فإن المدخرات، خصوصاً التى يملكها أفراد، سوف تنسحب من البنوك، لتعود تحت البلاطة!.. ولا أظن أن الدكتور معيط، كوزير للمالية، الذى يستطيع التعامل مع التهرب الضريبى بوسائل أخرى، سوف يحتمل وضعاً من هذا النوع!.. ولذلك فهى قضية محسومة مُقدماً لصالح المحافظ!.. ولابد أن تكون وجهة نظره محل احترام كامل!.

القضية الأعم والأهم هى مدى رضا المركزى عن السياسة المالية التى تتبعها الحكومة، بشكل عام، وتتبعها وزارة المالية بشكل خاص.. ففى العالم كله سياستان يقوم عليهما اقتصاد أى بلد ويصعد: السياسة المالية التى تظل الحكومة من خلال وزارة ماليتها مسؤولة عنها، وعن انضباطها بالأساس.. ثم السياسة النقدية التى يظل البنك المركزى مسؤولاً عنها من الألف إلى الياء!.

والسياسة الأولى تعنى، باختصار، أن تنضبط الحكومة فى إنفاقها العام، وأن تكون قضية الإنتاج شاغلة لها فى اليقظة وفى المنام، فإذا لم يحدث هذا فإنها تدق باب المركزى وتطلب طبع المزيد من الفلوس، لتغطى بها على عدم انضباط إنفاقها العام، وعدم وضع قضية الإنتاج على رأس أولوياتها.. وفى الغالب يرفض المحافظ طبع المزيد من أوراق البنكنوت، وينصح الحكومة فى رفق بأن تفعل كذا وكذا، وبألا تدق بابه من جديد، إلا إذا فعلت كيت وكيت، لأنه بنك مركزى له سياسته الثابتة، وليس مجرد مطبعة!.

طمنّا يا سيادة المحافظ.. فهذه مسؤوليتك!.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحافظ ضد الوزير المحافظ ضد الوزير



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon