توقيت القاهرة المحلي 12:46:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضحية.. ومسرحية!

  مصر اليوم -

ضحية ومسرحية

بقلم - سليمان جودة

من أول يوم دارت فيه الحرب الروسية على أوكرانيا، كانت أكثر العبارات تداولا عنها فى الإعلام أن الحقيقة ستكون ضحيتها كما كانت ضحية فى كل
حرب سابقة!.
ورغم أن الحرب بدأت فى ٢٤ فبراير، إلا أن معنى هذه العبارة لم يجد ترجمة حية له بيننا، كما وجدها فى بلدة اسمها بوتشا تقع غرب العاصمة الأوكرانية كييف!.

والمتابع لمراحل الحرب منذ بدايتها يعرف أن الروس دخلوا بوتشا ثم خرجوا منها، ولم يكن دخولهم هو المشكلة ولا كان خروجهم كذلك.. وإنما المشكلة كانت بعد خروج قواتهم، عندما اكتشف الأوكرانيون أن البلدة ممتلئة بالقتلى، وأن القوات الروسية قتلت فيها العشرات ودفنتهم معا فى مقابر جماعية!.

وقد سارعت الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاؤهما إلى تكثيف الاهتمام الإعلامى بالقضية، وقال أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، إن بلاده تعمل على جمع معلومات عما جرى، وإنها توثق ما حدث، تمهيدا للذهاب به إلى محكمة العدل الدولية وجرجرة الرئيس الروسى بوتين
إلى هناك!.

لكن الروس ينفون ارتكاب الجريمة تماما، ويقولون إن الأمر كله مسرحية من تأليف الأمريكان، وإن لديهم فى موسكو عن زيف الموضوع معلومات كثيرة، وإنهم يطلبون عقد جلسة لمجلس الأمن لعرض ما عندهم من معلومات عليه أمام العالم!.. والغريب أنهم فشلوا فى عقد الجلسة، رغم عضويتهم الدائمة فى المجلس، واتهموا بريطانيا بأنها وراء رفض انعقاد مجلس الأمن، وقالوا إن البريطانيين فعلوا ذلك من خلال رئاستهم الحالية للمجلس، وإن تآمرا تم بين لندن وبين واشنطن لإفشال الانعقاد!.

وحين لاحظ الروس اشتداد الحملة الإعلامية قالوا كلاما آخر، وكان هذا الكلام الآخر أن قتلا جماعيا جرى بالفعل فى بوتشا، لكن الذين ارتكبوه هُم القوميون الأوكرانيون الذين يقول عنهم بوتين إنهم نازيون، وإن القضاء عليهم هدف من بين أهداف دخوله أوكرانيا!.

وما بين عمليات توثيق المعلومات على يد الأمريكيين والأوربيين وحلفائهما، والنفى الروسى الذى يصف الجريمة بالمسرحية مرة، وبأن القوميين هُم مرتكبوها مرةً ثانية، تاهت الحقيقة وتحولت من عبارة كانت تقال شفهيا، فى بداية الحرب، إلى ضحية نراها أمامنا عمليا على الأرض!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضحية ومسرحية ضحية ومسرحية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon