توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما يمثله الوفد للناس

  مصر اليوم -

ما يمثله الوفد للناس

بقلم - سليمان جودة

يظل الوفد يمثل قيمة كبيرة في الحياه السياسية، ويظل كل مواطن يشعر بأنه له «حصة» في الوفد، حتى ولو كان هذا المواطن لا يتمتع بعضوية الحزب.

وقد تعلمنا من فؤاد باشا سراج الدين يرحمه الله، أن الوفد ليس حزبًا بالمعنى التقليدى لكلمة حزب، وأنه وعاء سياسى أوسع بكثير من مجرد وعاء حزبى، وأنه لذلك يضم المصريين جميعًا تحت مظلته، وبصرف النظر عن العضوية أو عدم العضوية.. وهذا مبدأ كان سراج الدين قد أخذه عن مصطفى النحاس باشا، الذي كان بدوره قد حصل عليه من سعد باشا بالطريق المباشر.

ولهذا.. لم يكن يقال عن الرجل الجالس على رأس الوفد إنه رئيس حزب الوفد.. لا.. إنه رئيس الوفد.. وهناك فرق طبعًا.. لأنه جالس على رأس مظلة ممتدة إلى حيث يتواجد كل مصرى، لا على رأس حزب بالمعنى الحزبى الضيق بطبيعته.

وقد عشنا نعرف أن الانتخابات التي لا يخوضها الوفد ليست انتخابات، أو أنها انتخابات ينقصها شىء، لأن مرشح الوفد ليس في حاجة إلى تقديم نفسه للناخب، ولأن وراءه في تاريخ الوفد ما يقدمه للناس، ولأن تاريخًا يزيد على المائة سنة بأربع سنوات كفيل بتقديم كل مَنْ يحمل اسم الوفد إلى الآخرين.. ولم يبالغ الناخبون في زمن مضى حين قالوا: لو رشح الوفد حجرًا لانتخبناه.

تتوارد كل هذه المعانى أمامى، وأنا أتابع أصداء معركة الوفد في السباق الرئاسى الذي جرى الإعلان عن حصيلته قبل ساعات، وأنا أكتب هذه السطور قبل الإعلان عن الحصيلة، وأريد أن يتعامل الوفديون مع مرحلة ما بعد السباق بنوع من الهدوء، وبدرجة من الحكمة، لأن هذه ليست أول انتخابات يخوضها الوفد.. ولا هي آخر السباقات.

لا أعرف الدكتور عبدالسند يمامة، ولم أقابله سوى مرة واحدة في حياتى، ولكننى تابعت من بعيد حملته الانتخابية، وتابعت ما استطعت من أحاديثه عن برنامجه الانتخابى، ووجدته راغبًا في تقديم الوفد وأفكاره ومبادئه إلى جمهور الناخبين بقوة وبقدر ما يستطيع.. وفى كل مرة تابعت فيها حديثًا له في الإعلام مكتوبًا أو مرئيًا، كنت أذكر العبارة التي تقول: أفضل ما يمكن أن يصعد من الأرض إلى السماء هو الإخلاص، وأفضل ما يمكن أن ينزل من السماء للأرض هو التوفيق.

لقد عايشت ما جرى مع الدكتور نعمان جمعة في ٢٠٠٦، وقد كان الرجل يرحمه الله رئيسًا منتخبًا للوفد، ولم يكن قد أتى إلى موقعه مُعينًا من أحد بقرار، وبالتالى، فلقد كان الناخب الوفدى الذي جاء به هو صاحب الحق الأصيل في صرفه عن المنصب.. هذه هي الأصول السياسية التي لا يليق أن تغيب عن الوفديين.. ولا يجب أن يغيب عنهم أيضًا أن ما جرى مع الدكتور نعمان قد نال من الوفد وأساء إليه أبلغ إساءة، ولا يمكن أن نفعل الشىء نفسه ثم نتوقع نتيجة مختلفة.

إننى أقدّر سقف طموح الوفديين وأحترمه، وأعرف أنهم يضعون الوفد في منزلة عالية، ولكن عليهم في الوقت نفسه ألا يسمحوا للانفعال بأن يقودهم، وأن يتصرفوا بالرقى الذي تقول به مبادئ الوفد العريق، وأن يأخذوا من رئيس الوفد ويعطوا داخل البيت الوفدى الكبير، بما يجعل البيت يتسع لرئيسه وأبنائه، وبما لا يثير فيهم شماتة الأعداء.. أقول هذا وأنا لست مع أحد ضد أحد، ولكننى مع الوفد باعتباره بيتًا للمبادئ والقيم الأصيلة، وباعتبار أن هذه المبادئ والقيم هي التي لا بد أن تظل حاكمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يمثله الوفد للناس ما يمثله الوفد للناس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon