توقيت القاهرة المحلي 07:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اغتيال حديقة عامة!

  مصر اليوم -

اغتيال حديقة عامة

بقلم-سليمان جودة

أشعر فى الكثير من الأحيان بأن يداً خفية تبحث فى البلد عما هو جميل، ولا يهدأ لها بال حتى تهيل فوقه التراب.. وإلا.. فما معنى أن تهجم إحدى شركات الإسكان التابعة للقطاع العام على حديقة البرج فى المعادى فتقتلع أشجارها ونخيلها، تمهيداً لإقامة مول فوق أنقاضها؟!.

إن ما حدث من جانب الشركة فى حق أبناء المعادى هو ضد ما يقوم به رئيس الجمهورية فى هذا الشأن على طول الخط وعرض الخط أيضاً.. فالرئيس يتبنى مبادرة ترفع شعار «حياة كريمة».. ولابد أن معنى الحياة الكريمة التى تقصدها المبادرة وتسعى إليها، ليس فقط أن يأكل المواطن، أو أن يشرب، ولكن معناها بالتأكيد أن يجد هذا المواطن هواء نقياً يتنفسه، ولن يتاح الهواء من هذه النوعية إلا فى حديقة عامة، من نوع ما قامت بلدوزرات الشركة بتسويتها بالأرض!.

والرئيس لا يتوانى عن حضور المناسبات العامة الخاصة بالبيئة، ولا عن دعمها بكل ما هو ممكن، فإذا جاءت شركة لتفسد هذا كله، فليس أقل من وقفها على الفور عما تفعله، وليس أقل من إعادة الشىء فى الحديقة إلى أصله، وليس أقل من رد الاعتبار لكل واحد من أبناء الحى الهادئ، الذى من حق أبنائه على الدولة أن يظل هادئاً، وألا تسمح هناك بأى تخريب من نوع ما جرى!.

إننى أتكلم عن قضية أعم من الحديقة المعنية، هى حق كل مواطن فى أن تُتاح له بيئة نظيفة فى كل مكان، ولا أتحدث فقط عن حى المعادى، أو عن حى الزمالك، أو حتى عن مدينة المنصورة التى اشتهرت بأنها عروس الدلتا، ولم تكن تتحسب لوجود مصنع سماد طلخا بالقرب منها، الأمر الذى لوث كل شىء فى حياة الناس، وهو ما أشرت إليه فى هذا المكان قبل أيام، وأعيد الإشارة إليه من جديد لعل وعسى!.

وأفعل ذلك لأن على المحافظ كمال شاروبيم أن يتحرك هناك، وأن يبحث للناس فى المنصورة وضواحيها عن حل، فهذه مهمته، وهذه مسؤوليته، وليس من المقبول أن يترك المشكلة حتى تتضخم وتصل إلى باب الرئيس من خلال استغاثات عاجلة!.

ولا يجوز أن تكون قضية الحديقة العامة التى جرى ويجرى اغتيالها فى المعادى، على مسافة أمتار من مكتب الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، ثم يبحث المتضررون عن الوزيرة، فلا يجدونها، وينتظرون موقفاً مسانداً من جانبها، فلا يعثرون لها على أثر!!.

إذا لم تنتصر الوزيرة فؤاد لكل قضية بيئية ذات صلة مباشرة بالصحة العامة، وإذا لم تقف إلى جوار أبناء الحى، وغير أبناء الحى فى القضايا المماثلة، فمن سوف ينتصر، ومن سوف يقف؟!.. اغتيال أى مساحة خضراء هو اعتداء على روح الإنسان لا يليق السكوت عليه!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال حديقة عامة اغتيال حديقة عامة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon