توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطر تحت أقدامنا

  مصر اليوم -

خطر تحت أقدامنا

بقلم - سليمان جودة

مررت بالصدفة على مناسبة اجتماعية لإخوة سودانيين فى القاهرة، فهالنى عدد الحاضرين من أفراد الجالية السودانية، فضلًا عن الصخب والضجيج والفوضى التى كانت تغمر المكان.. وقلت بينى وبين نفسى إن هذه المناسبة الاجتماعية، لو كانت لأفراد جالية أخرى من الجاليات التى توافدت على البلد فى أجواء ما يُسمى بالربيع العربى، ما اختلف الحال ولا تغير.

وليس سرًا أن الإخوة السودانيين بالذات موجودون بكثرة لافتة فى العاصمة، وليس سرًا أيضًا أنهم يتركزون بكثافة فى أحياء ومناطق بعينها، بل إنهم بدأوا فى التأسيس لمطاعم خاصة بهم تقدم الأكلات السودانية وتعلن عن ذلك فى الكثير من الشوارع.

ولا ينفرد السودانيون بهذا الوضع، ولكن إلى جانبهم الإخوة السوريون، والإخوة اليمنيون، وغيرهم من جاليات الدول التى ضربها الربيع.

ليس هذا موقفًا ضد أى جالية من هذه الجاليات.. أبدًا.. فكلهم إخوة وأشقاء بيننا، ولكن القضية فى أشد الحاجة إلى أن تكون منظمة ومنضبطة أكثر، وأن يكون لدى الدولة «تقدير موقف» للموضوع فى مجمله، ليس فقط فى اللحظة الراهنة، ولكن فيما بعد من حيث التداعيات والعواقب المحتملة على مستويات مختلفة.

إننا نذكر ماذا جرى فى الكويت عندما تركزت جالية بعينها فى منطقة خيطان هناك، وكيف كان ذلك طريقًا إلى مشكلة كبيرة لم تجد الحكومة الكويتية معها مفرًا من تفريق عدد من أفراد الجالية فى أنحاء البلاد وترحيل عدد آخر.. وقد أقدمت حكومة الكويت على ذلك مضطرة، وكان الهدف دفع خطر أطل يومها من المنطقة بشكل مخيف، والذين تابعوا التفاصيل فى حينها يعرفون ماذا حدث.

ونحن نرى ونتابع كيف ينتفض الاتحاد الأوروبى فى مواجهة قضية الهجرة إلى البلاد الأعضاء فيه.. وعندما جاء عدد من قادة الاتحاد إلى قاهرة المعز وعقدوا اتفاقية مع الحكومة المصرية وبأرقام مساعدات كبيرة، كان ملف الهجرة من الشواطئ المصرية إلى شواطئ أوروبا جزءًا أساسيًا فى الموضوع، ولم يكن هذا سرًا ولكنه كان معلنًا على الناس.

ولا يكاد يمر شهر إلا وتكون رئيسة وزراء إيطاليا فى تونس تقدم المساعدات، وتعقد الاتفاقيات، وتُلوح بالمزيد الذى يمكن أن تقدمه بلادها.. ولا هدف لها فى الحالتين إلا ضبط الشواطئ التونسية التى لا تزال أقرب الشواطئ الإفريقية إلى القارة العجوز.

وجود «جاليات الربيع» فى القاهرة بالشكل الحالى يمكن أن يشكل خطرًا كبيرًا فى المستقبل، وهذا تنبيه مبكر للذين يعنيهم الأمر فى البلد.. ولا شىء نطلبه سوى رصد هذه «الظاهرة» بعناية وضبطها جيدًا بما يضعها فى إطارها الآمن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطر تحت أقدامنا خطر تحت أقدامنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon