توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما تمثله منطقة المقابر

  مصر اليوم -

ما تمثله منطقة المقابر

بقلم - سليمان جودة

الذين يذهبون إلى برج القاهرة من ناحية النيل، يلاحظون أن في وسط الطريق إلى البرج شجرة مُعمرة، وأن الطريق يدور حولها ويتفاداها، وأنها مع الوقت صارت من معالم الطريق.

ومن حجمها وشكلها تشعر بأنها كانت موجودة في مكانها قبل شق الطريق المحيط بها من الشمال واليمين، وأن الذين شقوا الطريق كان في إمكانهم اقتلاعها، ولكنهم فضلوا بقاءها في المكان، وأنهم حرصوا على ذلك، وأحاطوها بما يضمن عدم الاقتراب منها ممن يستخدمون الطريق.

هذه الفكرة أتمنى أن تكون أمام أعضاء اللجنة التي دعاها الرئيس إلى وضع تصور شامل عن تطوير منطقة مقابر السيدة والإمام.. فمثل هذه الشجرة في طريق البرج ثروة لا تُقدر بمال، ولا يمكن تعويضها إلا عبر سنوات طويلة، كما يتربى الطفل مدى عُمره إلى أن يصير رجلًا بين الرجال.

والمعنى أن في منطقة مقابر السيدة والإمام ما يجب الاحتفاظ به في مكانه، وما يتعين حمايته مما يخدش طبيعته، لأنه من طراز معمارى نادر مثلًا، أو لأنه مبنى يمثل قيمة في حد ذاته، أو لأنه تصميم هندسى لا يمكن أن نكرره في مكان آخر، رغم تكنولوجيا العصر ورغم إمكاناته.

منطقة السيدة والإمام جزء من الذاكرة الجماعية للناس، ولا بد عند تطويرها أو حتى نقلها أن نحتفظ فيها بما يحمى مثل هذه الذاكرة لدى المصريين.

إن الألمان يحتفظون إلى الآن بجزء من جدار استهدفته قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ورغم أن هذا الجزء من الجدار يثير الحزن والألم لديهم هناك، إلا أنهم يحرصون على أن يظل قائمًا في مكانه، لأنه يشكل في النهاية جانبًا من جوانب كثيرة في ذاكرة الألمان الجماعية.

هذا الجزء من الجدار موجود في برلين ويستطيع كل زائر أن يراه، وإذا كان الزائر ضيفًا على الدولة فإنهم يأخذونه إليه ليرى ما يحبون هُم أن يراه.. وفى كل عاصمة سوف تجد المعنى الذي يمثله الجدار الألمانى، ولكن في صور مختلفة ومتنوعة، وحسب قدرة كل عاصمة على الإبداع في الموضوع.

راعوا أن منطقة السيدة والإمام جزء حى من ذاكرة المصريين، وما هو كذلك لا بد أن نتعامل معه على هذا الأساس، وأن يكون نموذج شجرة البرج أمامنا ونحن نضع التصور الشامل للمنطقة كلها، لأنها منطقة لا تنفصل عما حولها في المكان، ولا عما قبلها وبعدها في الزمان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تمثله منطقة المقابر ما تمثله منطقة المقابر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon