توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس لسواد عيونه

  مصر اليوم -

ليس لسواد عيونه

بقلم - سليمان جودة

من المهم أن نتابع ما يجرى بشأن النيجر هذه الأيام، ليس فقط لأنها دولة قريبة منا بحكم موقعها جنوب ليبيا، ولا حتى لأنها تشاركنا الانتماء إلى القارة السمراء، ولكن لأنها تحولت فجأة من كونها إحدى دول الساحل والصحراء الخمس، إلى أهم دولة في القارة كلها تقريبًا.

وبالطبع.. فإن وجود اليورانيوم في باطن أرضها بكميات كبيرة، يمنحها أهمية لا شك فيها، لأن مفاعلات توليد الطاقة نوويًا في فرنسا تعمل على اليورانيوم، ولهذا، فإن باريس قد أصيبت بما يشبه الجنون، عندما عرفت بنبأ الانقلاب الذي وقع هناك ضد الرئيس محمد بازوم يوم ٢٦ يوليو.

وكان بازوم يوصف في العادة بأنه رجل فرنسا في بلاده، وعندما تكون هذه إحدى صفاته التي كان الوسط السياسى الفرنسى يتداولها، فمعنى ذلك أنه كان صاحب توجه سياسى غربى في سياساته، وأنه كان أقرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلفائهما منه إلى روسيا.

والمشكلة أن الرجل الذي تولى السلطة من بعده كشف عن توجه سياسى معاكس، وكان من علامات هذا التوجه أن الذين تظاهروا معه من مواطنيه رفعوا أعلام النيجر وروسيا معًا.. ولم يكن هذا من الحكمة السياسية في شىء، لأن الكشف عن التوجه نحو الروس قد أكسبه عداء الغرب كله، ولأن رفع الأعلام الروسية قد استفز واشنطون لأقصى حد، فلم يعد لها همّ إلا الإفراج الفورى عن بازوم المحددة إقامته، وإلا العودة إلى المسار الدستورى السابق على مجىء عبدالرحمن تيانى، رئيس المجلس العسكرى الحاكم، الذي حل في محل الرئيس بازوم.

ومع كل صباح يشعر هذا المجلس بأن الخناق يضيق حول رقبته أكثر، لأن دول غرب إفريقيا التي يضمها تجمع «إيكواس» والتى يصل عددها إلى ١٥ دولة إفريقية، صارت تشارك الولايات المتحدة والغرب عمومًا رغبته في إعادة بازوم، ولم يتوقف «إيكواس» عند هذا الحد، ولكنه عقد اجتماعًا في نيجيريا بكامل أعضائه وطرح حلًا سياسيًا للأزمة، ولم يستبعد التدخل لإعادة الرئيس السابق بالقوة، وأعلن عن البدء في تحريك قوة الاحتياطى التي يملكها.

ولم تشأ واشنطون أن تخفى دعمها لـ «إيكواس»، فأعلنت ذلك صراحةً على لسان وزير خارجيتها أنتونى بلينكن.

ولو أن السلطة الجديدة لم تعلن عن قربها من موسكو، ما كانت الولايات المتحدة قد تحركت، وما كان الجنون قد أصاب فرنسا، وما كان بازوم قد اكتسب هذا الوزن السياسى لدى كل هذه الأطراف التي تقاتل لإعادته، ليس لسواد عيونه بالتأكيد، ولكن لأن الأطراف الغربية كلها ومعها دول «إيكواس»، لا تطيق رؤية الروس في النيجر، ولا تحتمل وجودهم هناك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس لسواد عيونه ليس لسواد عيونه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon