توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أغلى هدية سياسية!

  مصر اليوم -

أغلى هدية سياسية

بقلم - سليمان جودة

لا يوجد ما هو أشهر من كتاب «الأمير»، الذي لما انتهى الإيطالى مكيافيللى من تأليفه أهداه إلى لورنزو الثانى، أحد حكام أسرة آل ميديشى في إيطاليا!.. كانت هذه الأسرة من أشهر الأسر التي حكمت في أوروبا في القرن السادس عشر، وكان مكيافيللى قد عاش في الربع الأول من ذلك القرن، وقد غادر الدنيا في عام ١٥٢٧، وهو دون الستين، ولم يكن يعرف أن كتابه المنشور بعد رحيله سيعيش قرونًا من الزمان!.

ومما قاله، وهو يهدى كتابه إلى الأمير لورنزو الثانى، أن الأمير يتلقى الكثير من الهدايا بالتأكيد، وأن هذه الهدايا مادية كلها، وهى هدايا قد تكون ذهبًا، أو خيولًا، أو ما هو أغلى من الذهب والخيول.. ثم يقول بعد ذلك في إهدائه إنه لا يملك أشياء كهذه ليهديها إليه، ولكن يملك عددًا من النصائح سوف تفيده في الحكم!.

ومن بين نصائحه أن رؤية أي أزمة من بعيد تجعل حلها أمرًا سهلًا، وأن استشراف الأزمة عن بُعد يجعل التعامل معها في الإمكان.. أما بعد ظهورها، وأما بعد أن تصبح ماثلة أمام العيون، فإن ذلك ينقلها إلى مربع آخر، وهو مربع تستعصى فيه الأزمة على الحل، الذي لا يعود متاحًا أو سهلًا كما كان في مرحلة سابقة، ومن الوارد أن تتحول إلى معضلة من المعضلات!.

ولم تكن هذه هي النصيحة الوحيدة طبعًا لأنه قدم معها الكثير من النصائح، ليس للحاكم في زمانه وفى بلده فقط، ولكن لكل حاكم يأتى على رأس أي بلد فيما بعد.. ومن بين نصائحه راح يقدم نصائح سلبية كثيرة جنَت على العديد من الشعوب والبلاد والحكام!.. والغريب أن نصائحه السلبية هي التي اشتهرت من كتابه، أما الإيجابية التي هي من نوعية استشراف الأزمات، أو قراءة بوادرها في وقت مبكر، فلقد بقيت تقريبًا في مكانها على صفحات الكتاب، ولم يشأ أحد أن يأخذ بها إلا قليلًا!.

كان ينصح على سبيل المثال بتشخيص أسباب أي أزمة أو قضية أو مشكلة إذا ما ظهرت أمامنا، وكان يرى أن ذلك يقطع نصف الطريق إلى احتوائها والقضاء عليها، وأن عدم تشخيص الأسباب مسبقًا لا تكون نتيجته إلا تضييع الكثير من الوقت، ومن الجهد، ومن المال!.. فهل كان نظام حكم الخمينى في إيران يدرك ذلك، عندما أنشأ بعد مجيئه إلى الحكم في سنة ١٩٧٩ مجلسًا سماه: مجلس تشخيص مصلحة النظام؟!.

ربما.. ولكن الحوار الوطنى الذي يجرى منذ أن أطلقه الرئيس في رمضان هو فرصة لا تتكرر كثيرًا للأخذ بأغلى نصيحتين أهداهما الكتاب إلى كل حاكم في كل زمان!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أغلى هدية سياسية أغلى هدية سياسية



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon