بقلم - سليمان جودة
تتحدث وكالات الأنباء، التى تنقل آخر أخبار الحرب الروسية على أوكرانيا، عن الجنرال الأبيض الذى أوقف الروس عن التقدم تجاه العاصمة الأوكرانية كييف!.
ولابد أن الذين يكتفون فى قراءة الأخبار بالعناوين والمانشيتات العريضة سوف يتصورون أن هذا الجنرال الأبيض، إنما هو واحد من جنرالات الجيش الأوكرانى الكبار، وأنه مع جنوده قد وقفوا فى وجه القوات الروسية وأعاقوا تقدمها فى اتجاه العاصمة!.
وهذا ليس صحيحًا بالطبع.. لأن القارئ المتعجل إذا دقّق النظر فى مضمون الأخبار التى تتحدث عن الجنرال الأبيض، فسيكتشف أن الجنرال المقصود ليس سوى الثلوج التى تتساقط على أرض العاصمة الأوكرانية وحولها، وأن الجيش الروسى.. ومعه فى العادة أى جيش فى العالم.. يظل يجد صعوبة كبيرة فى التقدم فوق أى أرض يغطيها الجليد!.
ورغم أن الأوكرانيين يندبون حظهم منذ أن فاجأهم الرئيس الروسى بقرار بدء عمليته العسكرية على أرضهم ٢٤ فبراير الماضى، فإن أبناء العاصمة كييف لابد أنهم محظوظون فى موضوع الجنرال الأبيض بالذات لأن وقوف الجنرال ثلج معهم فى وجه روسيا يمنحهم بعض الوقت للاستعداد أكثر، ويعطيهم فى الوقت ذاته المزيد من تعاطف الرأى العام معهم حول العالم!.
وليست هذه هى المرة الأولى التى يقاتل فيها الجنرال ثلج على الجبهة، فيقف مع جيش يقاوم فى مواجهة جيش آخر يهاجم!.
لقد قاتل هذا الجنرال من قبل على أكثر من جبهة بامتداد جبهات القتال، لكن المرة الأشهر التى قاتل فيها بإصرار كانت فى عام ١٨١٢ عندما حاول نابليون بونابرت غزو الأراضى الروسية، فوقف له الجنرال الأبيض بالمرصاد وأرهق قواته كما لم يرهقها جنرال آخر من قبل!.
وإذا كنا نعرف فى مباريات الكرة أن الأرض تلعب مع الفريق الذى يلعب على أرضه، فالجنرال ثلج يؤكد هذه النظرية لكن فى الحرب لا فى الرياضة!.