توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن لحم العقاد

  مصر اليوم -

عن لحم العقاد

بقلم - سليمان جودة

لا شىء يجعلنا نتذكر كتابًا صدر ذات يوم لمصطفى صادق الرافعى، إلا هذا الحر الذى يشوى الناس فى مساحات واسعة من العالم.

كان الرافعى قد قرر أن يخوض معركة أدبية مع العقاد، ولم يجد أفضل من كلمة «السَّفود» يجعلها فى عنوان الكتاب الذى هاجم فيه العقاد من الغلاف إلى الغلاف. وقد صدر الكتاب بعنوان «على السَّفود» وكان ولا يزال أعنف عنوان يمكن أن يكون على غلاف كتاب.

أما السفود فهو السيخ الذى يشوى عليه الكبابجى لحم الكباب، ورغم أن هذا المعنى لا يشتهر بيننا، ولا حتى بين الذين يحبون الكباب، ولا بين الذين يحترفون إعداد الكباب وتقديمه، إلا أنه المعنى الصحيح لغويًّا لكل سيخ تراه وسط الدخان المتصاعد من حوله عند الكبابجية.

كان الرافعى قد أصدر كتابًا عن إعجاز القرآن الكريم، وكان العقاد قد انتقد الكتاب، وكان الرافعى قد اعتبر أن فى انتقاد الكتاب ما لا يحفظ جلال القرآن، فلم يشأ أن ينساها وقرر أن يرد عن نفسه وعن القرآن أيضًا، وكان رده فى كتاب كامل يحمل العنوان المشار إليه، رغم أن العقاد أبدى رأيه فى الكتاب شفويًّا خلال لقاء عابر بينهما، ولم ينشره فى صحيفة ولا فى مجلة!.

والغالب أن أطرافًا أخرى سواهما دخلت فى الموضوع، وأنها نفخت فى نار الخلاف بينهما، وأنها زينت للرافعى ما سوف يقوله، وحرضته على أن يشوى لحم العقاد على السفود!.

وإذا أنت طالعت صفحات من الكتاب، فسوف تكاد لا تصدق أن معارك الأدب قد وصلت فى ثلاثينيات القرن العشرين إلى هذا الحد من العنف، فالكتاب كان قد صدر فى ١٩٣٠، ومن بعدها بقى نموذجًا للبأس والقوة فيما يمكن أن يدور بين أهل القلم من معارك.

وأغرب ما فى الموضوع أن يعتبر الرافعى أن هجوم العقاد على كتابه، هو هجوم على القرآن الكريم، وهذا بالطبع لا يمكن أن يكون صحيحًا، لأن كتابات صاحب العبقريات لا تقول بذلك، ولأن الهجوم على كتاب يتناول موضوعًا دينيًّا لا يعنى هجومًا على الدين ذاته.

ولكن هذا كله لا يمكن أن ينسينا براعة العقاد فى هجومه على الرافعى بعدها، ولا مهارة الرافعى فى الصد عن نفسه وعن كتابه حين قرر الاشتباك مع العقاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن لحم العقاد عن لحم العقاد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon