بقلم - سليمان جودة
قال اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، كلاما يحمل البشرى إلى كل باحث عن فرصة عمل، لكن الأهم أن يتم ربط كلامه بمشروع «حياة كريمة» الذى يستهدف محافظات البلد كلها!.
وإذا كان هذا المشروع يسعى إلى توفير مستوى من الحياة الكريمة لأبناء القرى، فليس أكرم لكل واحد منهم فى قريته من أن يجد عملا فى متناول يده، فلا يقطع المسافات فى سبيل الوصول إليه فى مكان بعيد، ولا ينفق الجزء الأكبر من أجره فى الذهاب وفى الإياب!.
قال اللواء شعراوى إن وزارته وفرت ١٤٠ ألف فدان لإقامة ٦٨ منطقة صناعية فى ٢٣ محافظة.. وهذا كلام جديد فى حيث التوجه الذى تتبناه الحكومة فى هذه المناطق الصناعية، وهو جديد لأن المناطق الصناعية القديمة التى أقامتها حكومات سابقة قامت فى غير أماكنها الطبيعية!.
وهذا واضح فى منطقة صناعية مثل العاشر من رمضان على سبيل المثال، وفى منطقة أخرى مثل مدينة السادات، وفى منطقة ثالثة مثل السادس من أكتوبر.. فالمنطقة الأولى تحصل على عمالها من الشرقية، والثانية يأتيها العمال من المنوفية، والثالثة تأخذهم من القليوبية!.
ولو سألوا أى عامل فى المناطق الثلاث، فسوف يسمعون منه ما يفيد أنه يقضى ساعات فى السفر بين بيته فى محافظته وبين عمله فى منطقته، وأن جزءا لا بأس به من الأجر ينفقه فى المواصلات، وأن جزءا آخر من جهده يضيع على الطرق فى العودة وفى الذهاب!.
ولذلك.. فما يقوله وزير التنمية المحلية يحمل تصحيحا لأخطاء وقعت عند إنشاء المناطق الصناعية القديمة، ويبشر كلام الوزير بأن المناطق الجديدة ستكون فى القلب من المحافظات، وبالقرب من القرى، والنجوع، والتجمعات السكنية فى العموم.. ويبقى أن يقع ما يقوله الوزير ضمن إطار أشمل يضمه ويوظفه فى مكانه الصحيح حيث يقيم الناس!.
التفكير فى إقامة ٦٨ منطقة صناعية يمثل بداية لابد من البناء عليها فى المستقبل، وهذا العدد من المناطق هو بمثابة اعتذار عن خطأ جرى ارتكابه فى مناطق صناعية سابقة، والقاعدة هى أن العودة إلى الحق خير من التمادى فى الباطل، وليس أفضل لمشروع حياه كريمة من أن يتبنى مثل هذا التوجه المختلف فى إنشاء المناطق الصناعية الجديدة، وأن يصحح فلسفة خاطئة قامت عليها المناطق القديمة، ولم تجد من يصححها فى وقتها!.