توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للعبادة معنى أشمل

  مصر اليوم -

للعبادة معنى أشمل

بقلم - سليمان جودة

كانت قناة التليفزيون الأولى قد نقلت صلاة التراويح طوال رمضان، وكان هذا من بين أفضل ما قدمته للمشاهدين فى شهر الصيام.

كان من بين الأفضل لأنه أتاح لمشاهديها أن يعرفوا أن إلى جوار مسجد الحسين مسجدًا آخر هو الجامع الأزهر، وأنهما متجاوران فلا يفصل بينهما إلا شارع الأزهر، وأن الثانى لا يقل فى روعة النقوش، ولا فى إبداع العمارة، ولا فى رحابة الصحن الممتد أمامه، ولا فى الأجواء الروحانية التى تغمر المكان وتملؤه.

كانت الكاميرا تتحرك فى أثناء نقل التراويح فتجعل المشاهد لا يتابع نقلها وفقط، ولكن يجد نفسه مستغرقًا فى تأمل بهاء الجامع وجماله.. كان المتابع يظل غارقًا فى تأمل تفاصيل ودقائق العراقة التى كانت تتجلى فى كل لقطة.. وربما أغرى ذلك بعض المشاهدين فخرجوا من بيوتهم قاصدين الأزهر ليروا بأعينهم ما كانت القناة تعرضه وتستعرضه أمامهم فى كل ليلة.

والحقيقة أن الجامع الأزهر يمثل نقلة فى وظيفة الجوامع بين الناس، إذا ما تطلعنا إليه فى زمانه الذى أنشأه الفاطميون فيه.. ومن قبل كانت البداية من مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام فى المدينة المنورة.. فهذا المسجد لم يكن للعبادة وفقط، ولكنه كان للعبادة والحكم معًا، وكان للتعلم أيضًا.

منه كان الرسول الكريم يؤم الناس للصلاة، ومنه أيضًا كان يحكم الدولة الإسلامية عند النشأة فى بدايتها، ومن بعده كان الحكم منه للخلفاء الراشدين، الذين وسعوه سنةً بعد سنة إلى أن جاء عثمان فلم يشأ أن يكتفى بتوسعته، ولكن أعاد بناءه، وجدد فى جدرانه وفى سقفه، وأضاف إليه من الزينة فى الأحجار والجدران ما يتناسب مع تمدد واتساع الدولة فى أيامه.

وعندما أنشئ الجامع الأزهر قبل أكثر من ألف سنة، لم يكن مركزًا للحكم، ولكنه كان مركزًا للتعليم وللعبادة معًا، وكانت حلقات العلم إلى جوار أعمدته لا تتوقف، فلما أنشئت جامعة الأزهر انتقلت إليها مهمة التعليم الحديث للطالب الأزهرى، وبقى الجامع للعبادة ومعها بعض الدروس ذات الطابع الدينى فى الأساس.

وما بين مسجد الرسول حيث العبادة، والحكم، والتعلم، وبين جامع الأزهر حيث التعليم والعبادة، تقع بقية المساجد والجوامع، التى لا تعرف إلا العبادة وحدها، فالتعليم أصبح له مكانه فى الجامعات والمدارس، والحكم صار له مقره فى قصور الحكم.. ولكن العبادة التى بقيت فى الجوامع والمساجد هى العبادة بمعناها الأشمل، الذى يعنى فيما يعنى عمارة الأرض بالعمل.. والعمل المقصود ليس أى عمل، ولكنه العمل الذى إذا اقترن بالإتقان صادف التوفيق من السماء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للعبادة معنى أشمل للعبادة معنى أشمل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon