بقلم - سليمان جودة
لا شىء أدعو إلى إحيائه من جديد، إلا الشعار الرئاسى الذى تابعناه لفترة سابقة، ثم انشغلنا عنه بسواه مع أننا يجب ألا ننشغل عنه بأى حال.
كان الرئيس قد دعا إلى أن تكون صادراتنا ١٠٠ مليار دولار فى السنة، وكان قد راح يحرّض مختلف أجهزة الدولة المعنية لتعمل على تحويل دعوته الرئاسية إلى شعار ترفعه، ثم إلى برنامج عمل على مستوى الوزارات المختصة، وكان ذلك محل حماس كبير فى وقت من الأوقات.
الآن.. أدعو إلى إحياء الدعوة والشعار معا، وأدعو إلى أن نعمل عليهما فلا ننساهما أو نغفل عنهما، وإذا كانت صادراتنا متنوعة بطبيعتها، فإننى يمكن أن أضع الصادرات الزراعية بالذات فى المقدمة منها، وبغير أن يكون فى ذلك إقلال من شأن بقية الصادرات، أو تقليل من نصيبها فى مجمل ما سوف يكون علينا أن نصدره فى كل سنة.
فالدولة استصلحت مساحات واسعة من الأراضى فى الدلتا الجديدة، وفى غيرها مما نسمع عنه ونتابع أخباره، وهذه المساحات مرشحة لأن تكون الرافعة التى تأخذ صادراتنا الزراعية الى مربع آخر تماما.. مربع يضاعف من الصادرات الزراعية التى بلغت رقما لا بأس به، لكنه رقم لايزال دون طموحنا الذى يصل فى سقفه إلى حدود الشعار الرئاسى.
ليس مطلوبا من الدولة سوى شىء واحد فى هذا الطريق، وإذا بادرت الحكومة بالبدء فيه والعمل عليه، فتحقيق الشعار الرئاسى مضمون، والوصول إلى مائة مليار دولار صادرات فى السنة سوف يكون أمرا ممكنا.
هذا الشىء هو إعطاء الأولوية للمصدرين الزراعيين فى المساحات المزروعة فى الدلتا الجديدة وفى سواها، وإذا سارعت الحكومة إلى الأخذ بهذه الخطوة، فسوف تكون كمن يعطى العيش لخبازه، وسوف لا يسرق المصدرون الزراعيون نصف العيش كما نقول فى أمثالنا الشعبية، لكنهم سوف يوظفون المساحات المزروعة كما يقول الكتاب، وسوف تكون هذه المساحات مصدرا للعُملة الصعبة التى لا تأتى من أموال ساخنة، ولا من صفقات عقارية، لكن من إنتاج حقيقى نباشره على أرضنا، ونضمن به ما نحتاجه من الدولار.
أعطوا المساحات المزروعة فى الدلتا الجديدة وفى بقية الأراضى المستصلحة للمصدرين الزراعيين، وأعطوهم معها مسافة زمنية كافية يستغلون الأرض خلالها، وينتجون ما هو مطلوب للتصدير فى السوق العالمية.. إن تأجير الأرض لهم لخمس سنوات مثلا لا يكفى، ولابد من ضرب هذا الرقم فى أربعة أو خمسة، لأن هذه هى المسافة الزمنية المطلوبة لزراعة وإنتاج ما يمكن تصديره.. أعطوهم الأرض على هذا الأساس وسوف نرى الشعار الرئاسى متحققا أمامنا.