توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البابطين.. والعويس

  مصر اليوم -

البابطين والعويس

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

عرفت الراحل أحمد فراج وقت أن كان مشرفًا على جائزة الشاعر حسن فقى، وهى جائزة كان أحمد زكى يمانى، وزير البترول السعودى الأسبق، قد أطلقها ثم راح يرعاها لسنوات.
كان يمانى قد اختار القاهرة مقرًا للهيئة التى تمنح الجائزة، وكان قد اختار فراج ليقوم بأمرها، وكان حفلها يقام فى قاهرة المعز من سنة إلى سنة، ولكن رحيل الرجلين جعلها ترحل معهما فلم يعد لها خبر ولا أثر.. وقد كان من المفيد للحياة الثقافية فى عواصم العرب أن تستمر الجائزة وأن تدوم، ولكنها لم تجد مَنْ يحملها بعدهما فماتت فى مكانها.

وعندما تنطلق جائزة من خلال رجلين مثل فراج ويمانى، فلا بد أن تكون وراءها «رسالة» ثقافية يُراد لها أن تصل إلى الذين تستهدفهم، ولكن الرسالة فى هذه الحالة تظل فى حاجة لاحقًا، إلى مَنْ يؤمن بها إيمان المؤسس فلا تتعثر ولا تتوقف.

وفى الكويت كان عبد العزيز البابطين قد أطلق جائزة تحمل اسمه، وكان قد حوّلها إلى مؤسسة كبيرة، وعندما يقام مؤتمرها هذا الأسبوع فى القاهرة فإنه سيغيب عنه للمرة الأولى، لأنه يرحمه الله رحل فى ديسمبر.. وكان أمير الكويت الشيخ نواف قد رحل بعد رحيل البابطين بساعات، فغطى نبأ رحيل الأمير على نبأ رحيل الرجل، وتكرر معه ما حدث مع مصطفى لطفى المنفلوطى، الذى مات يوم إطلاق النار على سعد باشا زغلول عام ١٩٢٤، فانشغل الناس بسعد باشا السياسى ولم يلتفتوا إلى رحيل المنفلوطى الأديب!.. وهذا الموقف هو الذى وقف الشاعر فيه ينعى المنفلوطى فقال: اخترت يوم الهول يوم وداع.. ونعاك فى عصف الرياح الناعى!.

وقد سمعت من الدكتور محمد الرميحى، رئيس تحرير مجلة العربى الأسبق، أن سعود بن عبد العزيز البابطين يؤمن برسالة مؤسسة أبيه، وأنه سيواصل الطريق عن إيمان بما عاش يفعله الأب، وأنه يريد للمؤسسة وجوائزها أن تظل حية.

ومن قبل البابطين كان سلطان العويس قد أسس جائزته والمؤسسة التى تحمل اسمه، وكان قد شهد أعمال المؤسسة فى حياته دورات متلاحقة، فلما رحل فى عام ٢٠٠٠ دامت من بعده، لأنها صادفت مَنْ يؤمن بها وبدورها، ولا بد أن وجود رجل مثل الدكتور أنور قرقاش على رأس مجلس أمنائها يضمن لها أن تظل تمارس مهمتها.. وقد كانت ولا تزال تعيد تذكير الناس بأن صاحبها إذا كان قد عاش شاعرًا يعمل بالتجارة، فإنه خصص جانبًا من ثروته للعمل الثقافى الذى يذهب فى كل دورة إلى مكافأة المستحقين من المثقفين.

ولا تزال أرض العرب فى حاجة إلى رجال مثل يمانى، والبابطين، والعويس، لأن ما قدمه الثلاثة وما قدمه ويقدمه سواهم على الطريق نفسه، هو نوع من العمل الأهلى الثقافى الذى ينهض به الأفراد القادرون، فلا تبقى المجتمعات فى انتظار العمل الحكومى المتقيد بطبعه.. ولا يزال الواقع يقول إننا أحوج ما نكون إلى العمل الأهلى، الذى يدعو المقتدرين ليستثمروا فى عقل الإنسان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البابطين والعويس البابطين والعويس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon