توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكر.. وزيراً للداخلية!

  مصر اليوم -

مفكر وزيراً للداخلية

بقلم سليمان جودة

دعا السفير أحمد قطان، سفير السعودية فى القاهرة، إلى أمسية شعرية فى مقر إقامته، أحياها الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة، سفير المملكة فى المغرب!

استوقفنى فى سيرة الدكتور خوجة أنه درس العلوم فى مصر، وأنه حصل على درجة الدكتوراه من بريطانيا فى الكيمياء!.. وأنه ليس من أبناء الخارجية السعودية، ومع ذلك كان سفيراً لبلاده على مدى ربع قرن فى تركيا، وفى روسيا الاتحادية، وفى لبنان، ثم فى المغرب مرتين!

والمعنى أن الرياض لاتزال توسِّـع الدائرة، حين تختار سفراءها فى الخارج، وأن سفيرها فى أى عاصمة ليس من الضرورى أن يكون دبلوماسياً، بدأ سلم وزارة الخارجية من أوله، وأن ممثل خادم الحرمين، فى أربعة بلاد، يمكن أن يكون دارساً للعلوم، وللكيمياء، قبل أن يكون من أبناء المدرسة الدبلوماسية بمعناها المعروف!

ولابد أن رؤية الشاعر المثقف لعلاقات بلاده بالآخرين تظل مختلفة عن رؤية الدبلوماسى فى حدوده، وقد بدا ذلك فى أوضح ما يكون، عندما أشار الدكتور خوجة إلى أن الكيمياء هى الحياة نفسها، بمعناها العام والأشمل، وأن الذرات لا تشكل وحدة، فى علم الكيمياء، إلا إذا تآلفت فيما بين بعضها البعض، وأن حياتنا كلها تمضى هكذا بالضبط، وعلى كل مستوى!

وإذا كان هناك درس من تجربته سفيراً فى أربع عواصم، فهو أننا مدعوون إلى أن نوسع دائرتنا أيضاً، ونحن نختار سفراءنا فى الخارج، وأن السفير، خصوصاً فى العواصم المهمة، ليس من المهم أن يكون دبلوماسياً!

صحيح أن الدبلوماسية المصرية مدرسة عريقة، وصحيح أنها أسست لقواعد، وأصول، وتقاليد راسخة، بامتداد عقود من الزمان، وصحيح أنها أخرجت قامات ولاتزال، غير أن هذا لا ينفى أن اختيار سفراء بعينهم، من خارج دائرتها، مسألة جديرة بالنظر، لأن بلاداً كثيرة تأخذ بذلك، لا السعودية وحدها!

سفيرنا فى أى عاصمة مهمة يمكن جداً أن يكون فى الأصل أستاذاً جامعياً بارزاً، أو أن يكون شاعراً شهيراً، أو أن يكون كاتباً مؤثراً، أو أن يكون محامياً مرموقاً، ولا يجب أن ننسى أن أحمد لطفى السيد، بكل ما له من مقام فكرى فى تاريخنا، كان وزيراً للداخلية ذات يوم، وأن محمد محمود باشا لما تولى رئاسة الحكومة، قبل يوليو 1952، عرض على هيكل باشا، خريج جامعة باريس، أن يكون وزيراً للداخلية، ولكنه رفض، وأن فؤاد سراج الدين، أنجح وزراء داخلية ما قبل يوليو، لم يكن ضابطاً فى الأساس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكر وزيراً للداخلية مفكر وزيراً للداخلية



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon