توقيت القاهرة المحلي 07:44:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استباحة المستهلك!

  مصر اليوم -

استباحة المستهلك

بقلم-سليمان جودة

الحملة التى دعت إلى مقاطعة شراء السيارات بدت ناجحة إلى حد ظاهر، ولكن المستهلك فى البلد لابد أن يكون فى يده سلاح آخر، بخلاف سلاح المقاطعة.. لابد من سلاح مختلف فى مواجهة تجار تستبد بهم الرغبة فى تحقيق نسبة من الأرباح غير منطقية بالمرة.. فالمقاطعة بطبيعتها تظل ابنة وقتها، وحصيلتها لا تدوم على المدى الطويل، والالتزام فيها على مستوى كل المستهلكين أمر غير مضمون، لأنها فكرة اختيارية يأخذ بها مواطن هنا ولا يلتزم بها نفسها مواطن هناك!.

ومفهوم أن المقاطعة فى حالة السيارات، وفى حالة كل سلعة أخرى، ليست لأن سعر السلعة فى الأصل لدى منتجها فوق طاقة المستهلك، ولكن لأن الربح الذى يريد الوسطاء تحقيقه فى أثناء عملية البيع فوق قدرة العقل على الاستيعاب!.

ولو أنت حسبت الفارق بين سعر أى سلعة عند خروجها من يد منتجها وسعرها فى لحظة وصولها إلى يد مستهلكها، فسوف تعرف أن الكلام عن أن الربح الذى يستهدفه الوسيط فوق قدرة العقل على الاستيعاب كلام فى محله تماماً، وليس فيه شىء من المبالغة!.

وسوف يدهشك أن نسبة الربح فى سلع ننتجها محلياً ولا نستوردها تصل فى بعض حالاتها إلى 400%‏، ثم إلى ما هو أعلى فى حالات أخرى، وسوف يدهشك أكثر أن تكتشف أن هذه النسبة، مهما كان حجمها، لا يذهب إلى المنتج منها أى شىء.. فكلها من نصيب حلقات ممتدة بين المنتج والمستهلك!.

وأمام وضع من هذا النوع، لا يكتوى المستهلك بالمغالاة فى تحقيق أرباح على حسابه فقط، ولكن المنتج نفسه يفقد الرغبة فى مواصلة مهمته، لأنه لا يجد حافزاً على ذلك، ولأنه يرى عائد جهده فى يد آخرين لم يبذلوا جهداً، وإنما تاجروا فى جهده هو!.

والسلاح المختلف الذى أقصده هو الأجهزة المعنية فى الدولة، وعلى رأسها جهاز حماية المستهلك، الذى يستطيع أن يرفع عن المستهلكين عبء حملات المقاطعة.. إنه يستطيع، لأن الجهاز المماثل فى فرنسا مثلاً يفعل ذلك وأكثر، ولكنه لا يفعله من فراغ!.

فالفعل لصالح المستهلك فى حاجة إلى قانون يمنح الجهاز قدرة على متابعة السوق بجد، وضبط كل مخالف فيه دون فصال، وتوقيع عقوبة رادعة فى حقه دون نقاش.. وعندها سوف يشعر كل مستهلك بأن له ظهراً قوياً يستند عليه، وسوف يرتدع الذين لا يريدون أن ينتهوا إلى مصير التاجر المخالف.. وأظن أن هذه هى قناعة اللواء راضى عبدالمعطى رئيس الجهاز!.

قد يكون جهاز حماية المستهلك لدى الفرنسيين أسبق بكثير على الجهاز المصرى حديث النشأة، ولكن القصة ليست أنه قديم فى باريس، وأنه جديد فى القاهرة.. إنها الإيمان بحق المواطن فى ألا يكون مستباحاً.. حقه فى أن تسعفه حكومته ولا تخذله!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استباحة المستهلك استباحة المستهلك



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon