توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عشنا نستهول الأمر

  مصر اليوم -

عشنا نستهول الأمر

بقلم - سليمان جودة

عشنا نستهول أن يصل المدى الزمنى للحرب العالمية الأولى الى أربع سنوات كاملة، أو أن تدوم الحرب العالمية الثانية فترة أطول من الأولى، ولكن عزاءنا ونحن نقرأ عن وقائعهما أنهما كانتا حربين عالميتين، وأن نصف العالم فيهما كان يحارب النصف الآخر.

ولم نكن نتوقع أن نرى فى زماننا حروبًا تدوم بين دولتين أو حتى بين فريقين، لا بين نصف العالم ونصفه الآخر، فتستمر حتى تكاد تنافس الحربين العالميتين فى زمنها الممتد الطويل، وفى ضحاياها الذين لا ذنب لهم فى شىء، وفى حجم التدمير الناتج عنها.

أقول هذا وأنا أرى أن الحرب الروسية الأوكرانية دخلت عامها الثالث، مع أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين كان عندما أطلقها فى ٢٤ فبراير من السنة قبل الماضية يسميها عملية عسكرية ولا يزال، وكان وهو يسميها كذلك يريد أن يقول إن حسمها سيكون أمرًا سريعًا وسهلًا، ولكنه يكتشف ونكتشف معه فى عامها الثالث أن تقديره كان فى غير مكانه!.

ولا شىء يقول إنها تذهب مع عامها الثالث إلى أفق يُنهيها، وإنما العكس هو الصحيح، بدليل هذا الحشد الأوروبى وراء أوكرانيا، وهذا التقاعس فى مجلس النواب الأمريكى عن إقرار دعمها، وهذا التحريض الأمريكى للأوكرانيين بألا يجلسوا مع الروس على مائدة للتفاوض، وألا يستجيبوا لعروض السلام والتسوية التى يقدمها بوتين من وقت إلى آخر.

وإذا قلنا إن الحرب الروسية الأوكرانية أقرب إلى حرب عالمية منها إلى حرب بين دولتين، فلن يحمل هذا القول أى مبالغة، لأن أوكرانيا لا تحارب وحدها، ولا حتى روسيا تخوض عمليتها العسكرية بمفردها منذ بدء الحرب.. فأوكرانيا تصطف وراء دول، وروسيا تساعدها دول أخرى، وإنْ كانت أقل عددًا من الدول المصطفة مع الأوكرانيين.

ولكن ما يقال عن الحرب الروسية الأوكرانية لا يقال عن الحرب فى السودان مثلًا، فهى حرب داخل دولة واحدة، وبين طرفين سودانيين، وليست بين نصف العالم ونصفه الآخر، ولا حتى بين دولتين، ومع ذلك فهى ستدخل شهرها الثانى عشر فى ١٥ مارس!.

أما الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة فتدخل شهرها السادس فى ٧ مارس، ولا يدور الكلام منذ بدايتها عن وقفها، ولكنه بالكثير يدور حول هدنة فيها تطول أو تقصر.. تمامًا كما حدث فى هدنتها الأولى، التى ما لبثت حتى تبخرت وعادت آلة الحرب تأكل الناس فى القطاع!.

هذا هو حال العالم الذى بلغ فى تقدمه العلمى حدًا جعل الروبوت يحل محل الإنسان فى أعمال كثيرة، ولكن تقدمه الأخلاقى عجز ولا يزال عن مسايرة تقدمه الأول!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشنا نستهول الأمر عشنا نستهول الأمر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon