توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألم سهير حواس!

  مصر اليوم -

ألم سهير حواس

بقلم - سليمان جودة

كلما رأيت شجرة مقطوعة فى شوارعنا، تذكرت ما رأيته بعينى فى حديقة الأكاديمية المصرية فى روما، عندما كان الدكتور مصطفى عبدالمعطى مديراً لها!.

كانت شجرة قد مالت هناك فى حديقة الأكاديمية، وكان الفرع المائل قد لامس الأرض، وكان الدكتور عبدالمعطى يحاول التعامل معه بأى طريقة إلا أن يقطعه!.. سألته لماذا لا تقطعه وتريح نفسك؟!.. رد سريعا بأنه لا يستطيع قطع ورقة فى الشجرة إلا بإذن من البلدية، وأن موظفا منها لا بد أن يأتى ليقرر بالمعاينة ما إذا كان الفرع المائل فى حاجة إلى إزالة أم لا!.. فإذا كان لابد من إزالته فالإدارة المختصة فى البلدية هى التى تتولى ذلك بنفسها، لا أى جهة غيرها، وبطريقة تحافظ على الشجرة كما تحافظ الدولة على حياة الإنسان!.

وفى برلين رأيت الأشجار تحمل أرقاما على لوحات نحاسية صغيرة، ولما سألت كان الجواب بأن كل شجرة لها ملف فى بلدية العاصمة الألمانية، وأن أى تعامل معها يتم من خلال هذا الملف ومن خلال المعلومات الموجودة فيه، وأن الحفاظ على الشجرة هو حفاظ على الحياه ذاتها!.

ولو أحببت فسوف أحكى الكثير عن الشجر والبشر فى الكثير من العواصم حول العالم، وسوف يتبين لنا أن الشجرة فى كل عاصمة حية تظل هى وحياة الإنسان سواء، وأن التفريط فى أى أمر يخص الشجر هو تفريط فى شأن البشر بالتالى!.

والدكتورة سهير حواس تقول، فى رسالة غاضبة منها، إنها تتألم كثيرا هذه الأيام، وإنها فى غاية الحزن، وإن كثيرين من المواطنين لابد أنهم يتألمون ويحزنون مثلها، وإن السبب هو هذه الأشجار المقطوعة فى أكثر من شارع من شوارع القاهرة، وهذه الفروع المُلقاة على أكثر من رصيف تنزف دما، وهذه الحالة غير المفهومة من الكراهية للشجر وألوانه وأوراقه فى قاهرة المعز، التى يأبى القائمون على المسؤولية فيها إلا أن يجردوها من اللون الأخضر!.

يحدث هذا على مشهد منا ومن الدنيا، بينما ديننا يأمرنا، فى حديث من الأحاديث النبوية، بما معناه أن نزرع شجرة حتى ولو كانت القيامة تقوم!.

إذا كان لا مفر من إزالة أى شجرة لأى سبب من أسباب التطوير، فليس أقل من نقلها كما هى إلى مكان آخر تستكمل نموها فيه.. إن تكنولوجيا الحفر فى هذا العصر تتيح ذلك بسهولة، كما أن لنا أن نتخيل العائد التعليمى الإيجابى لو أخذنا شجرة بجذورها لنزرعها فى مدرسة وسط طلابها وتلاميذها.. فإذا فعلنا ذلك فليس أقل من وضع لوحة على جذعها فى مكانها الجديد.. لوحة تشير إلى عمرها، وإلى مكانها القديم، وإلى نوعها وتاريخ زراعتها، وإلى أننا نقدر معنى الحياة فيها.. لوحة تقول إننا بشر، وإننا ندرك معنى الشجر!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألم سهير حواس ألم سهير حواس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon