بقلم - سليمان جودة
دعوتُ المهندس شريف إسماعيل ذات يوم إلى أن يبحث عن طريقة تصل بها السلع التى ننتجها محلياً من المنتج إلى المستهلك مباشرةً.. كان ذلك عندما كان الرجل فى موقع رئيس الحكومة.. وكنت أدعوه إلى ذلك، فى هذا المكان مرة، وفى لقاءات عامة مباشرة معه مرات.. وكنت أصارحه بأن حكومات كثيرة فى العالم وجدت هذه الطريقة بإنشاء أسواق اليوم الواحد فى مناطق متفرقة من العاصمة والمدن!.
وقد رأيت نماذج من هذه الأسواق خارج مصر، أكثر من مرة، وفهمت ممن سألته عنها أنها تنعقد لساعات خلال يوم محدد من أيام الأسبوع، وأن مُنتج السلعة يأتى بنفسه ليبيعها إلى مستهلكها دون وسيط، وأن الهدف هو القضاء على الوسطاء الذين يضاعفون سعر كل سلعة عدة مرات!.
وقد وعد المهندس إسماعيل بالنظر فى الموضوع، ولكن يبدو أن الوقت لم يسعفه، ولذلك أُجدد الدعوة إلى الدكتور مصطفى مدبولى لعل الفكرة تجد حيزاً من الاهتمام لديه.. وهى تستحق.. لأنها تعالج هماً أساسياً من هموم الناس!.
ولو عاد الدكتور مدبولى إلى التحقيق الموسع الذى نشرته «المصرى اليوم»، صباح أمس، لزميلتنا ريهام العراقى، فسوف يجد ما أقوله صحيحاً وفى مكانه، وسوف يجد أن المستهلك يقع فريسة سهلة كل يوم، لوسطاء يضربون سعر السلعة الواحدة فى 8، كما ذكر التحقيق المنشور بوضوح!.
ففى تفاصيله أن التين الشوكى، وهو فاكهة رخيصة يتناولها المصريون فى عرض الشارع، تُباع الثمرة الواحدة منها للمستهلك بجنيهين، وتُباع على أرض منتجها بربع الجنيه!.
والغريب أن التين الشوكى يحصل بائعوه عليه من المنتجين مباشرةً فى الغالب، ومع ذلك فأسعاره ثمانية أضعاف!!.. فما بالك بالسلع التى يدخل فيها أكثر من وسيط بين المنتج والمستهلك، ويفرض كل واحد منهم نسبة من الربح تخرج من جيب كل مستهلك، فى غياب الرقابة الحقيقية على الأسواق، وفى غياب عدم القدرة على إقامة أسواق من النوع المُشار إليه!.
يحدث هذا مع التين الشوكى.. فاكهة الفقير.. ويحدث بأضعاف مضاعفة مع باقى السلع، والأمر متروك للدكتور مصطفى، والأمل قائم فى أن يطلب من الوزير المصيلحى إخراج الفكرة إلى النور.. وسوف يرى بعدها فارق الأسعار.. وسوف يرى أن المستهلك متروك وحده أمام جشع واسع، فى حالة التين الشوكى، وفى حالات أخرى كثيرة، بينما ظهره إلى الحائط!.
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع