توقيت القاهرة المحلي 06:46:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نقش فى أبوظبى!

  مصر اليوم -

نقش فى أبوظبى

بقلم-سليمان جودة

هات مصحفاً وافتح على سورة يونس لتقرأ الآية 99 وهى تقول: «ولو شاء ربك لآمن مَن فى الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين».

ثم افتح المصحف على الآية 118 من سورة هود لتقرأ الآتى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدة ولا يزالون مختلفين».

هاتان الآيتان أعتقد أنهما تمثلان جوهر وثيقة الأخوة الإنسانية، التى وقّعها فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، أول هذا الشهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان.. فكانت الوثيقة الأولى من نوعها على هذا المستوى!

أما مبادئ الوثيقة، ومحتواها، وسطورها، وأجواؤها، فكلها أشياء جرى الحديث عنها فى حينها، وأصبح الحديث الآن هو عما بعد توقيعها، وليس عنها فى حد ذاتها، لأنها إذا كانت قد خرجت إلى النور وهى تحمل إمضاء الرجلين فهذا وحده يمنحها الأهمية الواجبة.. إن على ورقتها توقيعاً من رأس المؤسسة الدينية الرسمية الكبرى فى العالم الإسلامى، بمثل ما أن عليها توقيعاً من رأس المؤسسة الدينية الرسمية الكبرى لدى المسيحيين الكاثوليك فى أنحاء الأرض!

والمعنى أن ولادتها خطوة مهمة فى حاضر هذا العالم الصاخب بالصراعات، ولكن الخطوة التالية لما بعد ولادتها هى الأهم، لأنها إذا كانت تتحدث كوثيقة عن أنه لا بديل عن أن نتعايش معاً فى عالمنا، فى مواجهة تطرف الفكر وعنف السلوك، فلابد من طريقة تجعلها تعيش أولاً، وإلا، فالأحداث يمكن أن تغطى عليها وتغمرها بالنسيان!

ولأن الحكومة فى الإمارات مشغولة طول الوقت بفكرة المستقبل، ولأن هذه الفكرة هاجس لا يغادر الحكومة هناك، فلقد قرروا الإقدام على شىء يكفل الحياة للوثيقة، ويمدها دائماً بأسباب الوجود، والاستمرار، والتفاعل، والتأثير، والبقاء!

هذا الشىء أعلن عنه الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولى، عندما وقف أمام مؤتمر قمة الحكومات فى دبى، ليكشف عن أن قراراً صدر بأن تكون الوثيقة بمبادئها كلها، بدءاً من العام الدراسى المقبل، جزءاً من مناهج الدراسة فى جميع مدارس الدولة الإماراتية وجامعاتها!

قبل ذلك كان قرار قد صدر بتأسيس جائزة الأخوة الإنسانية، وتقرر منحها هذه السنة للإمام والبابا، على أن يجرى منحها فى كل دورة مقبلة لأفراد عزّزوا الأخوة الإنسانية فى مجتمعاتهم وحول العالم.. وكان قرار آخر قد صدر بإنشاء صندوق زايد للتعايش، ليكون امتداداً للوثيقة، فيدعم مبادئها وينشرها فى كل مكان على مدار السنة، وكان قرار ثالث قد أعلن عن إنشاء بيت العائلة الإبراهيمية فى جزيرة السعديات فى أبوظبى، ليكون بيتاً للتسامح والنور لا ينطفئ!

هذه القرارات الثلاثة الأخيرة ضمنت الحياة للوثيقة، بدرجات متفاوتة، ولكن قرار وضعها فى مناهج الدراسة هو الأبقى، لأنه يتولى مهمة نقشها فى الوجدان منذ الصغر، فتظل كما نعرف كالنقش على الحجر!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقش فى أبوظبى نقش فى أبوظبى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon