بقلم : سليمان جودة
أستأذن المهندس طارق قابيل، وزير الصناعة، فى أن يشرح للرأى العام المهتم فى البلد معنى الرقم الذى أعلنه على الناس، قبل بدء رحلة الرئيس إلى الصين وفيتنام بساعات!
قال الوزير إن حجم التجارة بيننا وبين الدول الخمس الأعضاء فى تجمع بريكس الشهير وصل إلى عشرين مليار دولار!
إننى أصدق الوزير قابيل طبعاً، فى الرقم ككل، ولكنى أسأله عن تفاصيله التى ستوضح وحدها، حين نعرفها، ما إذا كان الرقم فى مجمله لنا أم علينا!.. فالعشرون مليار دولار هى فى النهاية حاصل جمع الصادرات والواردات بيننا وبين الدول الخمس: البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا!
وسؤالى المحدد الذى أرجو ألا يبخل الوزير بإجابته على مواطنيه هو كالآتى: ما هو حجم وارداتنا من الدول الخمس، وما هو فى المقابل حجم صادراتنا إليها هى نفسها؟!
هذا كل ما فى الأمر!
لا أريد أن أسبق بإجابة، ولا أريد أن أصادر على جواب الرجل، ولكنى فقط أريد مع غيرى أن نعرف: أين بالضبط نقف حين نقارن اقتصادنا بالاقتصادات الخمسة؟!
ولقد قيل.. مثلاً.. إننا سننضم إلى تجمع البريكس، ليصبح من ست دول.. وهنا لابد من سؤالين، أحدهما لوزير الصناعة، والآخر لرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل الذى قال، بعد عودة الرئيس بيوم، إن إجراءات الانضمام ستبدأ على الفور، إنْ لم تكن قد بدأت فعلاً.
السؤال الأول: ما هى تحديداً شروط الانضمام إلى البريكس؟!.. والثانى هو: إذا كانت جنوب أفريقيا هى آخر الدول الخمس انضماماً إليه، فهل الشروط التى استوفتها اقتصادياً، وقت انضمامها، تنطبق علينا الآن، وفى هذه اللحظة؟!
يتمنى الواحد منا أن يكون اقتصاد بلده فى السماء، وأن يتأهل ليس فقط للانضمام إلى البريكس، وإنما إلى مجموعة العشرين، التى تضم أقوى عشرين اقتصادا فى العالم كله، ولا تتمتع بعضويتها فى منطقتنا إلا السعودية ومعها تركيا.. يتمنى الواحد منا، بصدق، أن يكون اقتصاد بلده فى هذه المكانة العالية فعلاً، ولكن الدنيا ليست أبداً بالتمنى، كما يعرف بالقطع المهندس قابيل، وكما يعرف من قبله رئيس الحكومة!
الدنيا هى طريق محدد، سارت فيه الرياض، فأصبحت عضواً فى العشرين، ومن بعدها سارت فيه أنقرة.. والدنيا أيضاً طريق سارت فيه جنوب أفريقيا، فصارت عضواً فى تجمع الدول الخمس الكبيرة!
إننى أطلب من الوزير شرحاً أميناً للرقم المعلن على لسانه، لعل الناس تطمئنّ.