توقيت القاهرة المحلي 19:26:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفُرجة لا تليق بمصر!

  مصر اليوم -

الفُرجة لا تليق بمصر

بقلم : سليمان جودة

أستغرب جداً أن تلتزم مصر الصمت تماماً، تجاه حدث جلل، سوف يجرى فى الخامس والعشرين من هذا الشهر، وسوف يهز المنطقة هزاً، عندما تكتمل خطواته!

والقصة أن مسعود بارزانى، رئيس إقليم كردستان العراق، حدد ٢٥ سبتمبر موعداً نهائياً للاستفتاء على استقلال الإقليم، ودعا أكراد شمال العراق إلى الخروج لإبداء رأيهم، من أجل أن تقوم على أرضهم دولة مستقلة لها حدود ولها نشيد!

ومعنى هذا أننا يمكن أن نستيقظ صباح السادس والعشرين على العراق وقد أصبح عراقين!.. عراق فى أقصى الشمال للأكراد، وعراق آخر فى الجنوب والوسط لسائر العراقيين!!

وقد عشنا منذ سقوط صدام حسين، قبل ١٤ عاماً، نستبعد تقسيم العراق، مرة، ونهزأ من دعوات التقسيم، مرة أخرى، حتى جاءت الدعوة إلى الاستفتاء لتقول لنا، بالدليل العملى، إننا كنا مخطئين فى الحالتين، وكنا حالمين بأكثر مما يحتمل الحلم، عندما تصورنا أن تقسيم أرض الرافدين أمر بعيد بعيد!

أين القاهرة من هذا كله.. ولماذا تقف صامتة هكذا؟!

إن الدعوة إلى الاستفتاء صدرت منذ ما يقرب من الشهر، وكنت منذ إطلاقها أترقب مع غيرى من الذين يغارون على العراق، موقفاً مصرياً قوياً، وواضحاً، وحاسماً، من الدعوة كلها، ومع ذلك فلم يخرج شىء من عندنا يشير إلى حقيقة موقفنا من حدث بهذا الحجم، وبهذه الخطورة البادية فيه، وبهذه التداعيات التى تتبدى فى الأفق قادمة من بعده.. لم يخرج عن القاهرة أى شىء!

إننا نتكلم عن العراق، ولا نتكلم عن أى دولة.. نتحدث عن العراق الذى كان، ويجب أن يظل، بوابة العرب الكبيرة من جهة الشرق.. نتكلم عن العراق صاحب واحدة من أعرق الحضارات فى المنطقة بأكملها.. نتكلم عن العراق الذى قالوا عنه يوماً إنه يقرأ، وإن القاهرة تؤلف، وإن لبنان يطبع!

فمَنْ سيقرأ بعد اليوم، إذا ألفت القاهرة، وإذا طبعت بيروت؟!.. ومَنْ سيقرأ إذا صار العراق عراقين، وربما ثلاثة عراقات؟!

بارزانى قال إنه عازم على الوصول بالاستفتاء إلى غايته، مهما كانت اعتراضات الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وإيران، وغيرها!!.. وحيدر العبادى، رئيس وزراء العراق، لم يجد شيئاً يفعله، سوى أن يحذر بارزانى من القفز بكردستان إلى المجهول!

وأغرب ما فى الموضوع أن الأطراف التى تفاعلت مع الحدث، وأبدت فيه رأياً واضحاً، كانت كلها أطرافاً غير عربية، من أول واشنطن، إلى أنقرة، إلى طهران، إلى موسكو التى قال نائب وزير خارجيتها إن بلاده تتمسك بوحدة وسلامة أراضى العراق، وإن إجراء الاستفتاء فى موعده ليس معناه اعتراف روسيا بنتائجه!

العراق أغلى بكثير من أن تجلس مصر إزاءه فى مقاعد المتفرجين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفُرجة لا تليق بمصر الفُرجة لا تليق بمصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon