توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عتاب من وزير!

  مصر اليوم -

عتاب من وزير

بقلم - سليمان جودة

من وزير محترم لم أستأذنه فى نشر اسمه، تلقيت رسالة من سطر واحد تقول، إن مقالة كنت قد كتبتها فى هذا المكان، صباح الأحد الماضى، قد أزعجته، وأزعجت عدداً ممن رآهم، لأنها كانت تحمل فى تقديره، بعضاً من الرسائل السلبية!.

والمقالة التى أزعجت الوزير المحترم، كانت قد جاءت تحت هذا العنوان: هذا ما يخيف حقاً!.. وكنت فيها أستشهد بمعالم جمهورية أفلاطون، التى كان هذا الفيلسوف اليونانى الأكبر، قد بناها على الورق، ثم دعا الساسة من بعده إلى بنائها على الأرض، وكان رأيه أن شرط الجمهورية لتكون قوية، ليس أن تكون الحكومة قوية، كما قد تتصور حكومات كثيرة فى كل مكان.. فهذا شرط مهم مفروغ منه.. ولكن الشرط الأهم أن يكون المواطن نفسه قوياً، لأنه لا جمهورية قوية، بغير أن يكون مواطنوها أقوياء، متعلمين، أصحاء، قادرين على مواجهة أعباء الحياة، دون اقتراض من الغير، ودون مد أيديهم فى الحياة اليومية إلى طلب العون، أو الاستغاثة، أو المساعدة، فلا يظل كل واحد فيهم مأخوذاً فى معيشته بتفاصيل تستنزف قواه!.

ومما قلته، أن المواطن فى البلد حالياً، يبدو فى الغالب مُنهَكاً، مُرهَقاً، دائخاً، مُثقلاً بأعباء فوق طاقته.. ولا بد أن يثير وضع كهذا انتباه الحكومة القائمة على الأمر، بقوة، وأن تبحث فى تأثير ذلك على قدرة مثل هذا المواطن، على أن يكون سنداً لها فى معركة التنمية، وفى معارك أخرى كثيرة عليها أن تخوضها، وأن تكون الحكومة.. أىّ حكومة وليس حكومة الدكتور مصطفى مدبولى بالضرورة.. معنية بالتخفيف عن مواطنيها، قدر إمكانها، بدلاً من إضافة أعباء جديدة فوق كاهلهم، فى صورة التزامات مُضافة عليهم، أو فى صورة رسوم، أو ضرائب، أو ارتفاعات أسعار لا تتوقف!.

هذا كل ما أريده، وهذا كل ما أشرت إليه فى المقالة المزعجة، ولم أكن بالطبع أريدها مزعجة، ولم أتعمد بالطبع أيضاً تحميلها بأى رسائل سلبية من أى نوع.. إننى أردت بها، ولا أزال، أن تقترب الحكومة ومعها أجهزة الدولة المعنية، بقدر أكبر، من واقع غالبية الناس على حقيقته، وكما هو، دون رتوش، ودون تزيين، من نوع ما يقدمه الإعلام فى الكثير من منصاته هذه الأيام!.

لست متشائماً، ولا أتمنى.. ولست سلبياً، ولا أرغب.. ولكنى أتحرك بين الناس، وأرى واقعهم كما يعيشونه، وهو واقع بلغ من الصعوبة حداً أخشى أن يكون بيئة مناسبة، وتربة خصبة، للذين يعملون ضد صالح البلد بنفَس طويل، وعلى المدى البعيد!.

أريد أن أقطع عليهم الطريق.. لا أكثر من هذا ولا أقل.. وعندى أمل أن تكون الصورة أوضح أمام الوزير المحترم الذى أرسل يعاتبنى!.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عتاب من وزير عتاب من وزير



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon