توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هنا جمهورية بهارات

  مصر اليوم -

هنا جمهورية بهارات

بقلم - سليمان جودة

توقفت أمام صورة نقلتها وكالات الأنباء لرئيس وزراء بريطانيا، ريشى سوناك، وهو يزور المجلس الثقافى البريطانى فى العاصمة الهندية نيودلهى.

كان رئيس الوزراء البريطانى قد وصل الهند لحضور قمة مجموعة العشرين، التى شارك فيها الرئيس السيسى صوتًا عاليًا للعالم النامى.. ولأن بريطانيا تتمتع بعضوية المجموعة، فإن سوناك قد حضر وفى رفقته زوجته أكشاتا مورتى، ابنة أحد أثرياء الهند، وليس سرًّا أن الاثنين ينتميان إلى أصول هندية.. ولا تزال الملامح الهندية واضحة على وجه رئيس وزراء بريطانيا، رغم أنه قضى حياته كلها تقريبًا فى لندن.

وعندما جاءه التوجيه بتشكيل الحكومة الإنجليزية، أكتوبر ٢٠٢٢، كتبت الصحف فى بريطانيا وغيرها عنه باعتباره الهندى الذى استقر على رأس ١٠ داونينج ستريت، حيث المقر الشهير لرؤساء الحكومات البريطانية المتعاقبة.. أما الشىء الذى جعلنى أتوقف أمام صورته بالذات، فهو أن سوناك وصل الهند، بينما رئيس وزرائها ناريندرا مودى يتبنى الدعوة إلى تغيير اسمها من الهند إلى بهارات.

إلى هنا لا مشكلة.. لأنه ما أكثر الدول التى غيّرت أسماءها فى العالم، ولكن المفارقة أن الهنود الذين يؤيدون الدعوة إلى تغيير الاسم، يفعلون ذلك لأن لديهم رغبة قوية فى نسيان مرحلة الاحتلال الإنجليزى لبلادهم، ولأن اسم «الهند» مرتبط تاريخيًّا بوجود هذا الاحتلال هناك لعشرات السنين.

والمعنى أن ريشى سوناك يجد نفسه وهو فى الهند لحضور أعمال القمة موزعًا بين أصوله التى لا يمكنه الهرب منها، وبين وضعه الحالى، الذى يفرض عليه أن يفصل تمامًا بين هنديته وبين مقتضيات منصبه التى لا يمكنه إلا الخضوع لها.

لقد كان الرجل هنديًّا ذات يوم، ولا يستطيع أن يعود إلى ما كان، وهو اليوم بريطانى، ولا سبيل إلى ألّا يكون غير ذلك، ولا يعرف بينه وبين نفسه ماذا عليه أن يقول، وهو يرى هنودًا كثيرين ينظرون إلى الفترة البريطانية فى تاريخ بلادهم بغضب وسخط، ويتمنون لو أزالوا كلمة الهند من الوجود، فلا تظل تعيد تذكيرهم بما كان بينهم وبين الإنجليز فى أى يوم.

ولا تعرف ماذا سوف يقول لو أنه صادف مَن يسأله عن رأيه فى الدعوة إلى تغيير الاسم؟.. فهو إما أن يقول إنه معها، فيبدو ميالًا إلى هنديته القديمة، ومتخليًا عن إنجليزيته التى اكتسبها، وإما أن يُبدى اعتراضه عليها، فيغضب منه أصحابها، ويجدون فى اعتراضه ما لا يتسق مع جذوره ولا مع نشأته الأولى.

عوامل النشأة تفرض على سوناك أن يتحمس لفكرة تغيير الاسم لأنه ينتمى أصلًا إلى الهندوس المتحمسين لها، ولكن وجوده فى 10 داونينج ستريت يدعوه إلى أن يكون ضدها.. وهذه قضية لا بد أنها نفسيًّا تؤرقه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنا جمهورية بهارات هنا جمهورية بهارات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon