بقلم - سليمان جودة
غرّد مطرب الراب، تراڤيس سكوت، على منصة إكس، «تويتر سابقًا»، فقال إن الحفل الذى كان سيُقيمه أمام الأهرامات سوف يُقام فى موعد لاحق.
ومن كلامه نفهم أن الوقت لم يتسع للاستعدادات المطلوبة، وأن ذلك هو ما دعا إلى إلغاء الحفل، الذى كان من المقرر أن يُقام اليوم ٢٨ يوليو، وأن العمل يجرى على تحديد موعد جديد سوف يتم الإعلان عنه فى وقت قريب، وأنه كمطرب سبق أن واجه مشكلات مماثلة فى أماكن أخرى، وأنه يحب أن يبعث رسالة طمأنة إلى جمهور فن الراب.
وكانت نقابة الموسيقيين قد ربطت إقامة الحفل بحصوله على الموافقات الأمنية.. وأظن أن البلد مستقر أمنيًّا بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، وأن الحفل يمكن أن يُقام فى موعده الجديد، تمامًا كما كان من الممكن أن يُقام فى الموعد القديم، وبغير أن يتهددنا شىء فى الحالتين لأن مصر آمنة بالفعل، ولأنها أكبر من أن تخشى تنظيم حفل من هذا النوع، مهما كان عدد جمهوره، ومهما كان حجم الوقت الذى سيستغرقه.. وربما تكون تغريدة تراڤيس قد جاءت وكأنها هدية من السماء لتمحو ما قد يكون إلغاء الحفل قد تسبب فيه من تداعيات نحن فى غنى عنها.
فهو فيما كتبه على حسابه على المنصة لم يذكر شيئًا عن الأمن، ولا عن موافقات أو عدم موافقات، وهو أضاف أنها ليست المرة الأولى التى يواجه فيها مشكلات، وأنه منشغل بتحديد موعد جديد احترامًا للذين يتابعونه ويحبون سماع أغنياته.
وكان أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، قد أعلن، قبل أيام، أننا حققنا فى السياحة خلال النصف الأول من هذه السنة ما لم نحققه منذ عام ٢٠١٠، وأن عدد السياح الذين زاروا البلد خلال الفترة من يناير إلى يونيو الماضيين يزيد على الذين زاروها فى الفترة نفسها من ذلك العام.
يومها، قلت إن علينا أن نمسك الخشب منعًا للحسد الذى هو حقيقة، وقلت إنه فى كل مرة حققت السياحة خلالها طفرة حدث ما لم يكن فى الحسبان ولا على الخاطر، وإن علينا أن نتحسّب ونحتاط ونكون على حذر، وإننا يجب أن نسعف الوزير عيسى وهو يعيد السياحة إلى موقعها الطبيعى على خريطة اقتصاد البلد.
إذا تعذر حفل تراڤيس سكوت ألف مرة، فلن يكون ذلك لأسباب أمنية، ولا ينبغى أن يكون لأن المحروسة سوف تبقى اسمًا على مُسمى.