توقيت القاهرة المحلي 22:32:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بند الحكومة الأهم!

  مصر اليوم -

بند الحكومة الأهم

بقلم - سليمان جودة

أعرف زميلًا صحفيًّا كان يحمل معه عصا طويلة في سيارته، وكان الهدف أن يتعامل بها في الشوارع والميادين مع الذين لا يعرفون الانضباط في قيادة السيارات!.

ولا أعرف كم مرة كان زميلنا يجد نفسه مضطرًّا فيها لاستخدام عصاه في التعامل مع هذه الفوضى على كل طريق في أنحاء البلد!.. ولا بد أن ملامح هذه الفوضى سوف تجدها مكتوبة بالدم على الصفحات الأولى من الجرائد، ثم على صفحات الحوادث في كل صحيفة!.

ولم أسمع إلى اليوم خبيرًا في المرور يفسر لنا ما نتابعه في أسى صباح كل يوم، ولا سمعنا خبيرًا من خبراء الطرق يشرح ثم يقدم الحل الذي ينقذ أرواح الناس من هذا الحصد اليومى.. فقبل ساعات كان ثمانية أطفال يفقدون حياتهم غرقًا في ترعة في البحيرة.. وقبل أيام كان خمسة طلاب يموتون صرعى على الطريق الساحلى الدولى.. وقبلهم كان الأطباء الأشقاء الثلاثة في دمياط يغادرون الدنيا معًا في طريق العودة من الجامعة في شمال سيناء.. ومعهم في اليوم نفسه مات شقيقان شابان!.

هذه مجرد عينة وليست إحصاءً لما جرى على الطرق في أسبوع واحد، وإذا كانت العينة تتحدث عن ١٨ مواطنًا في أيام معدودة على أصابع اليدين، فالإحصاء الدقيق للمواطنين الذين سقطوا في الأيام ذاتها سيضرب هذا الرقم في اثنين على الأقل!.

ولا تعرف مما تتابعه ما إذا كان العيب في السيارات، أم في الطرق، أم في الذين يقودون السيارات؟!.. ولكن ما تعرفه أن أبرياء يموتون بلا ذنب وبلا ثمن، وأن هذا النزيف مستمر بلا توقف على طول السنة، وأن ما يحدث لا مثيل له في دول كثيرة حولنا!.

أقول ذلك لأنى كلما وجدت نفسى في أي دولة عربية، فإن هذا الموضوع في المقدمة من الموضوعات التي أراقبها وأتابعها.. وفى كل مرة يتبين لى أن مثل هذه الفوضى في السير لا محل لها هناك، وإذا كان لها محل ففى حدود ضيقة للغاية.. وفى كل مرة أيضًا كنت أسأل العالمين من أهل هذه العاصمة العربية أو تلك، وكانت الإجابة في كل المرات أن الموضوع جد لا هزار فيه، وأن أي مخالفة على أي طريق لها واحدة من عقوبتين لا ثالث لهما: إما غرامة موجعة لا ينساها المخالف، وإما سحب رخصة القيادة نهائيًّا على الفور!.

أرواح الناس ليست رخيصة إلى هذا الحد الذي تقول به هذه الفواجع اليومية على الطرق، وإذا لم تكن هذه القضية بندًا أساسيًّا في اجتماع الحكومة الأسبوعى فما البند الأهم بالضبط؟!.. فليس هناك ما هو أهم من حياة الإنسان!.. أو هكذا نفهم ونفترض!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بند الحكومة الأهم بند الحكومة الأهم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon