بقلم : سليمان جودة
الصرخة التى توجه بها زميلنا الأستاذ مصطفى النجار، أمس الأول، إلى الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، واللواء كامل الوزير، مدير الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة، لابد أن يكون لها صدى سريع لدى الرجلين، وأن نرى أثر هذا الصدى على الأرض!
الصرخة جاءت إلى زميلنا العزيز من عدد من القرى السياحية فى الساحل الشمالى، فرفعها على الفور إلى الدكتور مدبولى، واللواء الوزير، لأن أرواح الناس على طريق الساحل، وغير طريق الساحل، لا تحتمل الانتظار، ولا يليق بالدولة أن تستهين بها إلى هذا الحد!
مَنْ يصدق أن طريق الساحل شهد فى أول أيام العيد ١٧حادثاً، وأن إجمالى الضحايا وصل إلى ١٣ قتيلاً و٤٥ مصاباً؟!.. مَنْ يصدق؟!.. إن هذا العدد يمكن أن يكون حصيلة حرب بين بلدين، لا حصيلة حوادث طريق واحد خلال نهار واحد!
لقد قلت مراراً من قبل، وأقول اليوم، وسأظل أقولها، إن الشبكة الجديدة للطرق التى يواصل الرئيس مدها، منذ ثلاث سنوات، عمل كبير حقاً، غير أنها ستكون عملاً أكبر، وستكون إنجازاً حقيقياً لو أن جهداً مماثلاً تم بذله فى الشبكة القديمة، ومنها بالتأكيد طريق الساحل من الإسكندرية إلى مطروح!
إننى أطالب الرئيس بأن يعطى توجيهاته إلى الدكتور مدبولى، واللواء الوزير، وأن تكون التوجيهات بأن يسير العمل فى الشبكة الجديدة متوازياً مع عملية صيانة شاملة للشبكة القديمة، التى تهالك أغلبها، وصارت فخاخاً للمواطنين أكثر منها أى شىء آخر!
أطالب الرئيس بهذا، وأرجوه أن يطلب إحصاء بعدد ضحايا الحوادث على شبكة الطرق القديمة، خلال شهر واحد مثلاً، وسوف يفزعه العدد، ثم سوف يفزعه أن يعرف أن السبب وراء ذلك يعود فى الأساس إلى رداءة الطريق فى الغالب الأعم!
سوف يعرف الرئيس أن متوسط عدد ضحايا حوادث الطرق يصل إلى ستة آلاف فى العام الواحد، وأن عدد المصابين يصل إلى أضعاف أضعاف هذا الرقم، وأن بعض الحوادث إذا كان يرجع إلى سبب يتعلق بالسيارة نفسها، أو إلى عامل بشرى متعلق بالسائق، فإن مرجع النسبة الأكبر إنما هو إلى الطرق السيئة، التى لم تتعرض للصيانة الواجبة على مدى سنين مضت!
أسوأ شىء أن يعتاد المواطن على الحالة المتردية لشبكة الطرق القديمة، وأن يتعايش معها، وألا يجد آذاناً صاغية لدى الحكومة، مهما اشتكى، ومهما تألم، والأسوأ من ذلك أن تعتاد الدولة بدورها على وضع من هذا النوع، وألا تنتبه إلى أن هذه الشبكة مسرح لمأساة يومية!
أغيثوا الناس على الطرق السريعة وغير السريعة فى البلد!
المصدر : صحيفة المصري اليوم