توقيت القاهرة المحلي 13:08:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المانشيت.. والصورة!

  مصر اليوم -

المانشيت والصورة

بقلم - سليمان جودة

قليلون من الساسة طالت أعمارهم مثل الملكة إليزابيث الثانية، فبلغوا المائة سنة، أو عاشوا حتى صاروا على مرمى حجر منها!.

فالرئيس التونسى الحبيب بورقيبة عاش ١٠٠ سنة كاملة، والغريب أنه جاء الدنيا فى عام ١٩٠٠، ثم غادرها فى عام ٢٠٠٠، فكأنه افتتح القرن العشرين، ثم أغلقه من ورائه بيده، راغبًا فى أن يستريح فلا يزعجه شىء. والأغرب أنه عند خروجه من المستشفى العسكرى، قبل وفاته بأسبوع، خاطب حفيدته بالتبنى، وقال: لا تحزنى.. لن أغادرك.. أتوقع أن أعيش ستة أعوام أخرى. ولكن ما حدث أن الله أمهله ستة أيام!.. وعندما كتب الصافى سعيد كتابه «سيرة شبه محرمة» قال عنه فيها إنه عاش القرن العشرين بامتياز وامتلاء.. وقال: وكأنه ضرب معه موعدًا ليكون آخر مَن يرفع له منديل الوداع!.

والزعيم اللبنانى صائب سلام مات فى عام ٢٠٠٠ أيضًا لولا أنه رحل فى الخامسة والتسعين.. لقد غادر وفى نفسه شىء من قرن كامل تمنى لو أكمله إلى آخره!.

وهؤلاء الساسة عاشوا كل هذا العمر ليس فى الغالب لأنهم مُحِبّون للسياسة التى مارسوها حتى اللحظة الأخيرة، ولكن لأنهم كانوا مُحِبّين للحياة فى الأساس!.. ولأنهم عاشوا كذلك، فإنهم تحولوا مع الوقت من ساسة كبار قضوا حياتهم يتحركون بين الناس إلى تاريخ يمتلئ بالعظات!.

ولم تعبر صحيفة عن هذا المعنى بقدر ما عبرت عنه صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، فى عددها الصادر صباح الجمعة الماضى، وهى تنعى إلى القراء رحيل الملكة إليزابيث، التى عانقت ما يقرب من القرن من الزمان. وكيف لا تعانقه وقد وقفت قبل رحيلها بساعات معدودة تستقبل ليز تراس، رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، ولسان حالها يقول إنها تتمنى لو أكملت القرن لتقف إلى جوار «بورقيبة» رأسًا برأس؟!.

صدرت «الشرق الأوسط» بمانشيت من أربع كلمات على عرض الصفحة الأولى يقول: الملكة تغادر إلى التاريخ!.. ومع المانشيت صورة بعرض الصفحة نفسها، بدَت فيها الملكة من ظهرها وهى تغادر الشرفة فى قصر باكنجهام السنة الماضية، وعلى يسار الصورة وقف الأمير تشارلز الذى أصبح ملكًا، وإلى جانبه زوجته كاميلا.. ثم على اليمين وقف الأمير وليام، الذى صار وليًّا للعهد، وإلى جواره زوجته كيت.. فكأن الأربعة وقفوا شهودًا أحياء على الملكة فى لحظة المغادرة!.

ولو أنت رفعتَ صورة الملكة، ثم وضعتَ صورة الحبيب بورقيبة فى وقت رحيله، أو صورة صائب سلام وقت مغادرته، لما اختلف الحال ولا تغير المانشيت، الذى يحمل رائحة قلم غسان شربل، رئيس التحرير!، فالصورة تشرح المانشيت، والمانشيت ينقل الصورة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المانشيت والصورة المانشيت والصورة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon