توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضبط .. وإحضار!

  مصر اليوم -

ضبط  وإحضار

بقلم سليمان جودة

كانت الداخلية فى غِنَى عن خلق مشكلة بينها وبين نقابة الصحفيين، وكانت تستطيع تنفيذ أمر النيابة بضبط وإحضار زميلين صحفيين دون أن تقتحم مبنى النقابة، وكانت تستطيع أن تنفذ القانون دون أن يُقال عنها، صباح أمس، فى مانشيتات صحف الدولة، قبل الصحف الخاصة والمعارضة، إنها اقتحمت النقابة، وإن اقتحامها يمثل سابقة تاريخية!

وكانت تستطيع أن تضع أمر الضبط والإحضار أمام النقيب يحيى قلاش، وتطلب منه مساعدتها فى تنفيذه، ولا أظن أن الرجل عندها كان سيقف فى طريق تنفيذ القانون الذى يجب أن يكون فوقنا جميعاً دون استثناء!

كان النقيب سوف يرافق الزميلين إلى النيابة، وكان المستشار القانونى للنقابة سوف يحضر معهما التحقيق، وسوف يدافع عنهما، لأن هذا حقهما، ولأن أى متهم لديه ما يقوله فى وجه الاتهامات الموجهة إليه!

إن الداخلية تقول فى بيانها إن التهمة هى: التحريض على خرق قانون تنظيم حق التظاهر، والإخلال بالأمن، ومحاولة زعزعة الاستقرار فى البلاد.

وهى ليست تهمة واحدة، كما ترى، ولكنها ثلاث تهم، وإن كانت الأولى التى تتكلم عن «التحريض على خرق قانون تنظيم حق التظاهر» هى الأوضح، لأن التهمتين الأخريين الواردتين فى البيان غامضتان.. ومع ذلك، فإن اتباع الطريق الصحيح فى تنفيذ أمر الضبط والإحضار كان كفيلاً بأن يقف الزميلان أمام جهات التحقيق، فتدينهما حسب ما ترى، أو تخلى سبيلهما، دون صخب، ودون ضوضاء!

إننى أعتقد أن احترام قانون التظاهر القائم أمر واجب على الجميع، وإذا كان هناك بيننا من لا يعجبه القانون فليطالب بتعديله، لا أن يعمل على خرقه، وتقديرى أن الدولة مدعوَّة إلى الأخذ بالملاحظات التسع التى أبداها المجلس القومى لحقوق الإنسان على القانون، فهى ملاحظات من مجلس يحظى بثقة كبيرة من جانب المصريين، ثم من مجلس يراعى، وهو يضع ملاحظاته، أن يكون القانون متوازناً، فلا ينال من حق الدولة فى حفظ الأمن فى الشارع، ولا من حق كل مواطن فى أن يتظاهر سلمياً، دون اعتداء على ممتلكات عامة أو خاصة.

على الداخلية أن تنتبه إلى أن هناك من يتصيد لها أى خطأ، فيضخمه، ويضيف إليه، ويصوِّره على غير ما حدث، وعليها أن تلتفت إلى أنها إذا كانت هدفاً، فى أحداث 25 يناير، فإنها لاتزال هدفاً إلى اليوم، ولكن بشكل مختلف، وهى تستطيع قطع الطريق على كل الذين يستهدفونها بأن توازن دائماً، وهى تؤدى دورها فى مجتمعها، بين الحرية كقيمة يحرص عليها كل مواطن، وليس صاحب رأى فقط، وبين مسؤولية تحقيق الأمن، باعتبارها وظيفتها الأولى فى البلد!

الداخلية ضحَّت، ولاتزال تضحِّى، وتدفع من حياة أبنائها الكثير، ليتحقق الحد الأدنى من الأمن للمواطنين، ولكنها، فى الوقت نفسه، لابد أن تكون أحرص أركان الدولة على عدم خرق القانون، وعلى الالتزام بمقتضياته فى كل خطواتها.

الصحافة الحرة هى لصالح الداخلية، وغير الداخلية، قبل أن تكون لصالح ممارسيها، والبلد الذى يخلو من الصحافة الحرة، بمعناها الجاد والحقيقى، هو بلد منزوع الحياة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضبط  وإحضار ضبط  وإحضار



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon