توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاتل الله السياسة!

  مصر اليوم -

قاتل الله السياسة

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

من جديد يتبين، للمرة الألف، التى بالتأكيد لن تكون الأخيرة، أن الأستاذ الإمام محمد عبده كان على صواب تمامًا حين لعن السياسة بكل مفرداتها من ساس، إلى يسوس، إلى سائس، ثم إلى أى مفردة أخرى قد تظهر اليوم أو فى المستقبل!.
يتبين هذا لنا من خلال حديث أخير للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، صب فيه كل غضبه على الرئيس الحالى جو بايدن، واتهمه بالضعف أمام الرئيس الروسى بوتين، وقال إن هذا الضعف ظاهر فى الموقف الأمريكى أمام الموقف الروسى فى موضوع أوكرانيا!.

وسبب الضعف كما يراه هو أن بلاده انسحبت من أفغانستان بالطريقة التى جرى بها الانسحاب صيف السنة الماضية، وأنه لو كان موجودًا فى البيت الأبيض مكان بايدن، لما كان الانسحاب قد جرى، وما كانت واشنطن قد بدَت على هذه الدرجة من الضعف أمام موسكو!.

وهو كلام ملىء بالمغالطات من أوله إلى آخره، ولا هدف له سوى دغدغة مشاعر الناخب الأمريكى، لعل ذلك يصب فى صالح ترامب إذا خاض السباق الرئاسى المقبل فى ٢٠٢٤.. هو حديث كله مغالطات، وبالذات فى موضوع أفغانستان، لأن الرئيس السابق نفسه يعرف أنه هو الذى أصدر قرار الانسحاب من أفغانستان فى مايو ٢٠٢٠، وأن بايدن لم يفعل شيئًا سوى أنه نفذ ما وجد أن عليه كرئيس مسؤول أن ينفذه!.

وعندما يبنى رئيس أمريكى سابق حديثًا له على مغالطة بهذا الحجم، فليس الهدف بالتالى سوى الكيد من جانبه للرئيس الذى جاء من بعده.. ولا مجال للكلام بأى معنى عن أن الحالة التعيسة التى يعيشها الأفغان فى مرحلة ما بعد الانسحاب تؤرقه إلى هذا الحد، كما أنه لا مكان للظن بأن الخوف الذى يطارد الأوكرانيين ينغص عليه حياته إلى هذه الدرجة!.

ليس هذا وفقط.. لكننا لانزال نذكر كيف كان بوتين سعيدًا بوجود ترامب وإدارته فى مقاعد الحكم، وكيف كان الرئيس الروسى ولايزال متهمًا بأنه بذل الكثير من الجهود الإلكترونية فى سبيل إسقاط هيلارى كلينتون، عندما ترشحت أمام ترامب فى ٢٠١٦!.. بل إن التهمة نفسها كانت تلاحقه أثناء المعركة الانتخابية التى خاضها ترامب أمام بايدن طوال السنة قبل الماضية!.

سوف يبدو ترامب شجاعًا بما يقوله أمام كثيرين من الأمريكيين، لكنها شجاعة بأثر رجعى كما نرى، فضلًا عن أنها قائمة فى أساسها على السياسة بمعناها الملعون!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاتل الله السياسة قاتل الله السياسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon