توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لسان حال الرجل

  مصر اليوم -

لسان حال الرجل

بقلم: سليمان جودة

أغرب مفاوضات هى التى بدأت يوم ١٤ من هذا الشهر فى جنيف لوقف الحرب فى السودان بدعوة أمريكية!.هى الأغرب لأنها بدأت هناك ثم تواصلت دون حضور وفد عن الجيش أو عن الحكومة فى الخرطوم، وقد كان الطبيعى أن تشهد طاولة التفاوض حضور وفدين أساسيين، أحدهما عن الجيش أو الحكومة، وثانيهما عن قوات الدعم السريع، التى تقاتل الجيش منذ ١٥ إبريل قبل الماضى.. ولأن طرفًا حضر دون طرف، فلقد بدا الأمر وكأن الطاولة تقف على قدم واحدة!.. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد حملت لواء الدعوة إلى إطلاق المفاوضات فى جنيف تحديدًا دون سبب مفهوم، فمن قبل دارت جلسات التفاوض فى جدة بحضور أمريكى، واتفق الطرفان على أشياء محددة، ولكن قوات الدعم تحللت منها ولم تلتزم بها!.

وكان الجيش ولا يزال يقاوم نقل المفاوضات إلى جنيف، ومن علامات مقاومته أنه امتنع عن الحضور، ولم يرسل أحدًا يمثله، ولا بد أن عنده مبرراته ومخاوفه، ولا بد أن من بينها شعوره بأن أهداف واشنطن من الانتقال إلى جنيف ليست خالصة لوجه الله ولا بالطبع لوجه السودان.
وعندما اعتذر الجيش عن عدم الحضور كان التوقع أن تتأجل المفاوضات إلى حين إقناعه بالحضور، ولكن إدارة الرئيس الأمريكى مضت فى طريقها وعقدت الجلسة الأولى وهى لا تبالى بغياب أحد الطرفين!.

ولا ينطبق على مشهد التفاوض بحضور طرف واحد إلا ما كان يُقال عن تفاوض حكومة عدلى باشا مع الإنجليز أيام الاحتلال فى مصر.. ففى ذلك الوقت اشتهرت مفاوضات حكومة عدلى مع الإنجليز بأن جورج الخامس، ملك بريطانيا، يفاوض فيها جورج الخامس!.

ولا شىء أكثر من هذا المعنى يمكن أن يُقال عن مفاوضات لوقف الحرب فى السودان يغيب عنها أحد طرفى الحرب.

وكان عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش، قد قال إن الحل يظل فى داخل السودان قبل أن يكون فى أى مكان آخر.. وهذا صحيح مائة فى المائة.. لأنه لا أحد سوف يكون أحرص على السودان من السودانيين أنفسهم، ولأنه مع افتراض حُسن النية والمقصد فى أى طرف يتوسط ويريد أن يساعد فى وقف الحرب، فإن الأطراف الخارجية لا يخلو سعيها من أهداف خاصة بحكم طبائع الأشياء، ولا طرف يستطيع قطع الطريق على مثل هذه الأهداف إلا الطرف الوطنى نفسه.. وعندما أعلن وزير الصحة السودانى انتشار الكوليرا فى بلاده، فإنه كان يعلن ذلك ولسان حاله يقول ما كان الشاعر يردده حين قال: وما الحرب إلا ما قد علمتم وذقتم!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لسان حال الرجل لسان حال الرجل



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon